الأمن… التوعية والمشاركة

تنشر الصحف المحلية بين فترة وأخرى، أخباراً عن تمكّن رجال الشرطة من القبض على مجرمين، لصوص وغيرهم، وهي لا شك جهود مشكورة، كل مخلص يقوم بواجبه يستحق الدعاء والإشادة، إلا أن معظم هذه الأخبار مبهمة في التفاصيل، على سبيل المثال نشرت الصحف خبراً عن لصوص أفارقة قبض عليهم في الرياض يستغفلون الناس بالادعاء بأنهم في حاجة للعون، وإذا تطوع أحد للمساعدة تتم سرقته، لكن المنشور لا يقدم معلومة عن الأساليب، وهي مسألة مهمة، كيف لي ولك أن نعلم إذا لم ننبه؟ وقبل ذلك انتشرت طريقة صدم السيارة من الخلف ثم سرقتها، ولم يُحذّر الناس إلا بعد امتهان عصابات سرقة سيارات لهذا الأسلوب، إن ما أكرر الدعوة إليه هو ضرورة الاهتمام بالتوعية الأمنية، والمعلومة عن الأساليب الإجرامية، وتطورها في غاية الأهمية للسكان، والقول إن إعلانها قد «يثقّف» لصوصاً في المرحلة «الابتدائية» لا يعتد به، لأن الفائدة اكبر بمراحل.

أسمع عن جهود ونشاط للواء مدير شرطة الرياض سعود الهلال في سبيل التطوير والتحسين لأمن مدينة بحجم وازدحام الرياض، وأعرف عنه تقديره للانضباط، وقد لا تكون هذه الجهود تبلورت بعد لنلمس آثارها، ولعلها لا تغفل عدم الاهتمام بالبلاغات، الا أن واقع التوعية الأمنية بقي على حاله، الناس يشتكون من تكاثر سرقات المنازل والسيارات وخطف حقائب السيدات في الأسواق، «ذكر لي مواطن أن قريبته كاد كتفها ينخلع من محاولة سرقة حقيبتها»، قلت: «يظهر أن النساء بحاجة الى تصميم حقيبة امنية»! أما المنازل فلكل متضرر قصة، أطرفها – وهي قديمة قدم انتشار السرقات – ان احدهم شاهد سيارة تنقل مكيفات من منزل جاره غير عالم بأنهم لصوص، سأل سائق السيارة عن السبب، فادعى أنهم عمال صيانة ويقدمون الخدمة بأسعار «تنافسية»، فاغتنم الرجل الفرصة وطلب منهم نقل مكيفات منزله للصيانة، وزيادة في تشجيعهم على اتقان العمل أعطاهم مقدماً!

من أساليب التجهيز لسرقات المنازل رن الجرس والانتظار بعيداً، للتأكد من خلو المنزل أو وضع أشياء على أقفال الأبواب المستهدفة وغيرها، و«دبابات» التموينات قد يكون لها دور، التعاون «الوثيق» بين اللصوص السعوديين وغيرهم ظاهر! أضف إلى ذلك مطويات إعلانات المحال على الأبواب، فهي من أفضل الأساليب الإرشادية للصوص المنازل، كان هناك تعميم بمنعها مع غرامة ضعيفة جداً، لا التعميم طبّق، ولا الغرامة ستجعل التجار يخجلون، وهي مسؤولية جوهرية أهملتها أمانة مدينة الرياض، وبدلاً من أن تساعد جهة حكومية أخرى تسمح بخرق ينفذ منه اللصوص.

أكرر الدعوة لإحداث نقلة نوعية في التوعية الأمنية، بما يحقق التنوير والمشاركة الفاعلة للسكان مع رجال الشرطة، وتضافر جهود جهات حكومية في ترسيخ الأمن.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على الأمن… التوعية والمشاركة

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    والله يابو احمد الحكومة غلبت مع هذه العالم .. وانا في رأي ورأيكم الانجع استاذي
    نحاول القضاء على الاسباب التي ادت الى التطور المذهل الحاصل .. صراحة
    اول مرة نسمع عن ابداعات لدينا لكن في السرقة ونهب المال . وعلى كل الاحوال
    تظل وزارة الداخلية وجميع مرافقها هي الوزارة الوحيدة التي لها جهود ملموسة
    على ارض الواقع والباقي يرخصوا لنا الباذنجان عشان نحبهم .. عشرين ريال
    ماصارت قابلين بعشرة ريال واذا احد فتح فمه لكم الحق ونتوب ماعاد نتكلم وشكرا

التعليقات مغلقة.