مراعاة المشاعر

المنطق يقول إن الجهات الحكومية السعودية في خططها لإنشاء مشاريع ضخمة لا بد من أن تضع أولوية حاجات المواطنين إلى العمل – مع بطالة متفشية – في الاعتبار. الواقع يشير إلى العكس، ولك في هذا الخبر خير دليل، إذ أعلنت وزيرة القوى العاملة المصرية أن السعودية ستستقبل ألف سائق مصري لتشغيل قطار المشاعر موسم حج هذا العام، وزادت أن فرص العمل للمصريين في حج هذا العام ارتفعت إلى 27 فرصة عمل.
للتذكير تم فتح مظاريف قطار المشاعر قبل عامين، والتخطيط له لا بد من أنه سبق ذلك بكثير، ألم يكن لدى الجهة المشرفة خطة لتدريب سعوديين لتشغيل هذا القطار، يظهر أن أرقام المتقدمين – المخيفة – لوظائف جندي لم تحرك ساكناً – إذا لم تكن تلك الأرقام جرس إنذار فما هو الجرس المطلوب؟! تحدث الدكتور حبيب زين العابدين كثيراً عن مواصفات القطار فشرّق وغرّب، لكنه لم يعلق على ما دار حول الكلفة مقارنةً بمشاريع مشابهة مثلما لم يعلق على إعلان وزير القوى العاملة المصرية. كان ينتظر من القائمين على إنشاء قطار المشاعر مراعاة مشاعر الشباب العاطلين.
***
أحسن أعضاء في مجلس الشورى في الإشارة إلى ضرورة إلغاء شرط شراكة الصيدلي عند فتح صيدلية، وأتمنى أن يوفقوا في ذلك، بعد تحول الصيدلة إلى تجارة، ولعلهم يلتفتون إلى شرط شراكة الطبيب في المنشأة الطبية، لقد وجهت هذه الشروط أهل المهنة العلمية والإنسانية إلى طريق التجارة السهلة، كما أفرزت تستراً جديداً، وبدلاً من الاستفادة من أطباء وصيادلة صرفت الدولة عليهم ليقوموا بهذه المهمة الجليلة حولتهم شروط الاحتكار التي تبنتها وزارة الصحة وقاتلت لأجلها إلى مهن أخرى، والضرر من هذا كبير خاصة على الخدمات الصحية.
***
يبدو أن ظاهرة سرقات الكيابل والحديد ستعود مع ارتفاع أسعار كل شيء تقريباً، سيارات نقل في الشوارع تفصح عن ذلك وجهود رجال شرطة في قبض على لصوص المعادن، إذا كانت أنفلونزا «الطماط» أصبحت مقياساً للأسعار المواد الغذائية وهي حال شبه عامة في المنطقة – فإن لنا خصوصيتنا، في حالة الشعير انكشف فشل وزارة الزراعة في التسويق للأعلاف البديلة على رغم القول إنها أفضل غذائياً، انعكس هذا على اللحوم وعلى مربي المواشي، ومع بداية الأزمة استمعت إلى نقاش بين بعض صغارهم وهم يعلنون اضطرارهم إلى بيع «حلالهم» بعد وصول السعر إلى 50 ريالاً للكيس، تمثل تربية المواشي أحد مجالات العمل للمواطنين، بعضهم يعيش عليها وبعض آخر يستفيد منها لتحسين دخله، أين سيتجه هؤلاء يا ترى؟
***
بعد توقع محافظ مؤسسة النقد انخفاض الإيجارات بشكل يقلق المستثمرين! تبين أن العكس هو الذي حدث ويحدث كل يوم، وكأن التصريح تحول إلى شرارة الانطلاقة الجديدة. أتمنى من بعض المسؤولين بألاً يتوقعوا شيئاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على مراعاة المشاعر

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    المنطق يقول إن الجهات الحكومية السعودية في خططها لإنشاء مشاريع ضخمة لا بد من أن تضع أولوية حاجات المواطنين إلى العمل – مع بطالة متفشية – بطالة متفشية – بطالة متفشية .. ماهي مشكلة يابو احمد هذه البطالة يراد لها ان تتوجه الى
    التفحيط وابداعاته والسرقة وفنونها وتعاطي المخدرات باشكالها .
    الصيادلة والمستشفيات يابو احمد.. فصل الملصق ولصق المفصل .
    سرقة الكوابل يابو احمد ابشرك الشباب ماقصروا علموا الصينين عندنا في مكة .. الصيني في مكة احلى بعد الغسيل ..
    مخططي العقار عندهم جالسين في الدور التسعين مايسمعوا الارسال ضعيف .
    وجمعتكم مباركة ياسيد القلم .

  2. علي بن عبدالله كتب:

    ارى بأن لا نلوم الدكتور حبيب زين العابدين في عدم تطرقة لتكلفة قطار المشاعر فقد افصحت الشركة الصينية عن التكلفة اما الحديث عن التكلفه من الداخل فمن الممكن ان نرى ونسمع الحديث عنها بعد مرور ما يقارب الثلاثين عاما ففضيحة جدة وما صاحبها من بحث وكشف للحقائق وعقاب سوف يردع كل من يعبث بمقدرات هذا الوطن
    قطار المشاعر يجرح المشاعر لكل مواطن
    اما بخصوص الشعير ففي تلك الوقعة خير دليل على الواقع امر الذي يعشة المواطن
    في تلك الموجهه من الغلاء كنت اتردد على سوق الاعلاف بحكم الحاجة وكان السعر في حينها لم يتجاوز 46 ريال للكيس وصادف ذلك اليوم وجود مفتشين من وزارة التجارة استبشرنا خيرا انما كانت حديثهم مع البائعين بأنه لن يسمح لهم بالبيع فوق سعر 50 ريال للكيس
    اصاب المتواجدين الاحباط وانتابهتهم وموجه من الضحك فحديث المفتشين فهم منه البائع بأن له الحق في رفع السعر حتى الخمسين وهذا ما حدث فوراً حيث رفض الموزعين البيع الا بسعر 50
    ليتنا منكم يالتجارة مفتكين

  3. ابو متعب كتب:

    السعودة. اعمل في منشاءة في القطاع الخاص كانت نسبة السعودة لديهم تتجاوز 90% عام 2001 والان من المخجل ان هذه النسبة انخفضت الى ما دون 80%!!! نعم هناك توسع في هذه المنشاءة تحديدا وفي الاقتصاد المحلي عموما ولكن هذا لا يبرر الانخفاض!
    كمواطن احب بلدى واغار عليها اسمع واعرف الكثير ممن هم يدرسون في الخارج من خلال برامج الابتعاث لكن مما مصير هؤلاء بعد التخرج !
    لي مع قصص السعودة الكثير منها اعترف احدهم امامي وقال ان المانع عن توطين الوظائف ليس مواصفات شخصية وفنية للمتقدم السعودي ولكن اسباب ادارية تحديدا ان الاجنبي ملك للمنشاءة بالحرف الواحد. سمعت من احد الزملاء ينقل لي تصريح مسؤول في وزارة العمل يقول ان الوزارة لديها خطة تستغرق 25 عاما للقضاء على مشكلة البطالة.
    ايها المسؤول العزيز ليس الباحث عن العمل بل البلد باكلمه لن ينتظرك 25 عاما
    تحياتي

التعليقات مغلقة.