الشعور بالأسف والاعتذار

أن تشعر بالأسف لا يعنـــي اعتذارك، فــي الأول شفـــقــة سلبية لا تقدم ولا تؤخر، أما الثاني فهو موقف يقدر «قيمة» الطرف الآخــر، وهذا ما لا يظهر في علاقتنا مع الغرب، التفريق مهم بين الشعور بالأسف والاعتذار حتى لا نقع في مطب مضحك مبكٍ مثـل ما «شاع» إعلامياً عن اعتذار وزيرة الخارجية الدنماركية لشيخ الأزهر عن الرسوم المسيئة، ثم أصدرت نفياً قاطعاً له، الوزيرة لم تعتذر، وحكومة الدنمارك لم تعتذر هذه هي الزبدة.
كانت أكثر من وسيلة إعلام عربية نشرت أن الوزيرة اعتذرت لشيخ الأزهر وللعالم الإسلامي، وأرفقت هذا الخبر بصور تجمعهما على خلفية الزيارة الأخيرة، وقد ثبت عدم صحة الاعتذار وعدم دقة النشر، إلا في حالة واحدة أن تنشر هذه الوسائل تسجيلاً لذلك الاعتذار، وهو ما لا يتوقع توافره لديها، ولا يُعرف حتى الآن خلفيات نشر خبر مثل هذا، زيارة الوزيرة الدنماركية لمصر ولقاء شيخ الأزهر لا يكفيان دافعاً للنشر، خصوصاً والخبر يستند ضمنياً للأزهر أو يوحي بذلك ومقامه معروف والضرر وقع على صورته.
ولم نكن بحاجة لمثل هذا الاعتذار لو حدث أصلاً، فكيف وهو لم يحدث، لو كنت من وسائل الإعلام التي سارعت بالنشر لحاسبت المراسلين إلا إذا أثبتوا ما يدعم تقاريرهم، فإذا تم ذلك نشرته للقراء احتراماً لهم واستعادة للمصداقية، لأن الحاصل بعد نفي الاعتذار هو إساءة جديدة أو تأكيد على الإساءة القديمة، خصوصاً أن الحكومات العربية لن تفعل شيئاً في المقابل، فإن اعتذروا استثمرت الاعتذار وإن لم يعتذروا لن يتغير شيء.
وإذا أردنا نموذجاً للفوارق بين الشعور بالأسف والاعتذار، علينا العودة إلى كثرة الشعور بالأسف الذي تعلنه الولايات المتحدة الأميركية تجاه غطرسة إسرائيل وإرهاب الدولة الذي تمارسه. فهي تستمر في دعمها بالمال والأسلحة الحديثة والنشاط الديبلوماسي وتشعر بالأسف – العلني – من استمرار بناء المستوطنات أو بعض حالات قتل مدنيين فلسطينيين، وهي تشعر بالأسف من انتشار الأسلحة النووية في المنطقة وترفض محاولات عربية لإجبار إسرائيل على توقيع المعاهدة الدولية، ومثلها الاتحاد الأوروبي الذي يشعر بالأسف تجاه بعض أفعال لإسرائيل ويدعمها بشتى ألوان الدعم من التخصص في تخدير العرب ديبلوماسياً إلى الإعفاء الضريبي للمؤسسات الصهيونية التي تجمع التبرعات لغرض بناء المستوطنات، كما كشفت وكالة انتر بريس سيرفيس أخيراً.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على الشعور بالأسف والاعتذار

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ايام نشرت الدانمارك الرسوم المسئية لرسولنا وحبيبنا محمد اللهم صلي وسلم عليه
    وقامت هبة للمقاطعه قلت لواحد من العيال خلينا نقاطع المنتجات الدانماركية سألني
    ليش احنا نقاطع ليش الحكومات نفسها تدخل البضائع الدانماركية من الاساس قلت
    له الحكومات العربية ماتقدر تقاطع عشان مشتركين في منظمة التجارة العالمية
    سألني ليش مشتركين في منظمة التجارة العالمية اصلا وايش الفائدة منها يأكلونا
    على كيفهم ويشربونا على كيفهم يابابا مايصير !!!قلت له هذه منظمة التجارة
    العالمية زي هئية الامم المتحدة قال لي وهئية الامم المتحدة ايش استفدنا منها
    قراراتها كلها لمصلحة اعداءنا .. سكت سألني ايش فيه سكت سألته نتيجة مباراة
    الهلال والنصر كم انتهت ..
    عندما نشر الخبر عن اعتذار الدانمارك عن طريق وزيرة الخارجية نفخت صدري
    وقلت للولد هيا شوف اعتذروا وهما خشمهم في التراب .. جاوبني وقال لي انت
    يابابا من جدك تصدق والله لو اعتذرت بكرة تلاقيها بجانب البقرة اللي يصدروا
    لنا منها الزبدة .. احنا من الاساس بااوضاعنا في موضع انه احد يعتذر لنا هيا
    جاوبني ولاتضيع الكلام في جوانب اخرى وتسألني عن الكورة .. وبعدين لو
    سمحت يابابا حتى نجد حل لموضوع ارتفاع اسعار الطماطم نتفاهم عن الباقي
    قلت له تم تم تم .
    وشكرا لكم استاذنا.

  2. مهره كتب:

    مساء الخير أستاذ عبدالعزيز , مساء الخير للجميع ” بالنسبة لي قاطعت المنتجات الدنماركية مثل أغلب خلق الله تعالى في بلدي وفي بعض البلدان العربية !! ثق لن تعتذر الوزيرة الدنماركية ما دمنا بهذه الطبيعة المتخاذلة , كنت أتمنى لو ملكنا شرا مثل شر إسرائيل وخبث مثل خبث امريكا ……فقط حتى لا يدوسنا أحد ويرحل دون أسف أو إعتذار ….طبيعتنا كعرب متخاذلة ومستسلمة ونصيح في المظاهرات …نحن نداري عجزنا في الإستنكار والمقاطعة ………………وترجع ريمه لعادتها القديمة ” من منّا تمسك بمقاطعة منتجات الدنمارك !! أحيانا نتازل من أجل الهم !
    أما إسرائيل وامريكا ……..فأنا أثق أن شرور الدنيا منهما !!!!!!!!!!!؟ دع امريكا تتأسف على مستوطنات حبيبتها إسرائيل !!!!؟ ماذا سنجني من أسف امريكا وهي البنك المموّل لإسرائيل ……..لنتوقف فقط حتى لا تنفجر المرارة , ودمت بخير أستاذ عبدالعزيز :(

  3. سليمان الذويخ كتب:

    لا تصدق انها تعتذر
    ————–قالت إن للمواطنين الحق في التعبير عن أنفسهم بدون تدخل من الحكومة
    وزيرة خارجية الدنمارك: لم أعتذر لشيخ الأزهر عن الرسوم المسيئة
    وكالات – كوبنهاجن: نفت وزيرة خارجية الدنمارك لين إسبرسن اعتذارها خلال الجولة الشرق أوسطية التي قامت بها مؤخراً عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.

    وفي تصريحات للقناة الثانية الإخبارية بالتليفزيون الدنماركي قالت الوزيرة إن بإمكانها أن تنفي بشكل واضح إعلانها أي اعتذار، لكنها أكدت قولها إن حرية التعبير لا تمتد إلى حيث لا يكون لها حدود.

    وبعد عودتها من زيارة لمصر التقت خلالها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الأربعاء الماضي قالت لين إسبرسن إنها أخبرت الطيب بأن حكومتها ترى أنه من المؤسف أن يشعر كثير من الناس بالإهانة بسبب هذه الرسوم، وأن الحكومة تدين تشويه صورة أحد بسبب دينه أو خلفيته العرقية.

    وأضافت الوزيرة أن المواطنين لهم الحق في التعبير عن أنفسهم في ضوء حدود القانون وبدون تدخل من الحكومة.

    وكانت بعض وسائل الإعلام في مصر قد أشارت إلى اعتذار لين إسبرسن خلال زيارتها للقاهرة. وذكرت وسائل الإعلام المصرية أن د. الطيب قال إن الوزيرة الدنماركية جددت اعتذار بلدها عن نشر هذه الرسوم، وأوضحت جهود الدانمارك لإصدار قانون لتجريم ازدراء الأديان.

    وكان شيخ الأزهر قد أكد أن الدنمارك حريصة على تحسين علاقات بلادها مع المسلمين. مشيراً إلى أن الأزهر يقدّر ذلك ويرحّب بحرص كوبنهاجن على تصحيح علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية.

    وخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد الأربعاء الماضي، عقب لقائه وزيرة خارجية الدنمارك، قال الطيب: “لقد لمسنا خلال اللقاء وجود خطوات واعدة ومتقدمة في سبيل تصحيح العلاقة بين المسلمين عامة ومسلمي الدنمارك خاصة ودولة الدنمارك، وتأكدنا أن الرسوم هي عمل فردي لا يعبر عن توجه الدنمارك حكومة وشعباً”.

    واستطرد: “لقد لمست خجل الوزيرة وإعرابها عن الأسف لأن ينظر إلى الدنمارك على أنها دولة لا تحترم الآخرين بسبب تلك الرسوم، في حين أن الدولة كلها ترفض ذلك السلوك”. مشيراً إلى أن الأزهر يقدّر “حرص الدنمارك على تصحيح علاقاتها مع العالم الإسلامي”.

    وأضاف: “إننا نفهم جيداً أن الحضارة الغربية قامت على إنكار الدين، وينبغي أن نأتيهم عند الحوار معهم من خلال حقوق الإنسان وقواعد الحضارة الغربية؛ ولذلك قلت إن كان لديكم مشكلة مع الأديان فلا بد أن تفهموا قيمة هذه الأديان عند الآخرين”.

    وهذا رابط :
    http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=4&id=1379

    وهذا رابط آخر من مصر : ( لأن سبق مجرد صحيفة صغننة في نظر البعض !
    http://misrnews.net/web/Details/3817-6/news.htm

  4. عربي مسلم كتب:

    لا تعتقدوا ايها الصهاينة ان العرب
    والمسلمين صامتين لبناء المستوطنات
    بانهم موافقون على هذا هم صامتون لأنهم
    واثقون ومتأكدون ان الكيان الصهيوني
    الى زوال وسينتهي قريبا وان تجمعكم في
    فلسطين ما هو الا تجهيز لكفنكم ومقابركم
    نعم فلسطين هي محرقة الصهاينة
    صواريخ حرقكم جاهزة تنتظر فقط تجمعكم
    في فلسطين مئات الاف الصواريخ جاهزة
    ومتلهفة لشويكم وقتلكم. طردكم اصبح
    لا جدوى له بل لا بد من حرقكم على ارض
    فلسطين ارض الانبياء و الاديان السماوية
    والمؤمنين انتظروا ايها الصهاينة ان غدا
    لناظره قريب قال تعالى (ضربت عليهم الذلة و
    المسكنة و باؤوا بغضب من الله ) صدق الله العظيم

التعليقات مغلقة.