يتزايد إعجابي بحماس الأستراليين لإعادة تصدير أغنامهم إلى أسواقنا، مسؤولون كبار من القطاعين الخاص والحكومي يتوافدون منذ رفض تلك الشحنة المصابة بجرب الفم، ورغم فضيحة إطعام شحنة مواشي أسترالية بنفايات لحوم الخنازير التي كشفت في الكويت إلا أنهم مصرون على تجاوز كل هذا.
في مقابل هذا الحماس لم نرَ أي إشارة من “ربعنا” أو اهتماماً بقضية سبق طرحها وهي اضطرار السعوديين للمرور على دبي بحثا عن تأشيرات أسترالية وكندية وغيرها، ومنذ كتبت عن ذلك الموضوع والسؤال التالي يطرح عليّ:
ماذا فعلت وزارة الخارجية السعودية؟،
وإجابتي، حسب علمي، هي دائما..لاشيء؟.
ويكتب لي طالب دكتوراه مبتعث إلى المملكة المتحدة، وصلت له دعوة لحضور مؤتمر علمي في ملبورن بأستراليا فقدم طلب التأشيرة بريديا للسفارة الأسترالية في لندن، ورغم محاولاته في الاتصال لم يحصل على رد، وفي الأسبوع الثالث أرسل لهم فاكسا فحصل على رد بأنه لم يأتهم رد من أستراليا نفسها، ويقول الأخ أحمد برناوي أن موقعهم على الشبكة يشير للحصول على التأشيرة خلال يومين من القنصلية نفسها وليس من البلد الأم، المهم أن المؤتمر العلمي عقد وانتهي فانتفى الغرض من السفر، مثل هذه الحالات كثيرة ولا تعد، ولا تحرك من وزارة الخارجية السعودية.
وعودة إلى قضية المواشي “المتخنزرة”، قال وزير الزراعة السعودي أن “السعودية لن تقبل أية ضغوط خارجية”.
في الحقيقة أتمنى “مرتابا” ذلك خاصة مع وجود شبه الخنزير، القبيح لحما وصوتا وأثرا، فالتعهد وحده لا يكفي خاصة بعدما نقلته الشرق الأوسط “يقول مسؤولون استراليون ان رحلة الأغنام للكويت والتي تستغرق 21يوما تعني أنه لن يتبقى داخلها شيء من آثار لحم الخنزير عند وصولها، مما يجعلها تتماشى مع اللوائح الخاصة بمتطلبات الالتزام بالشريعة الإسلامية” !!؟..
المثير لدهشة أكبر ما ورد على لسان وزير زراعتنا من “أن فريقا أستراليا سيصل الشهر المقبل للبت في الأمور الفنية في المحاجر”!، وأجد فيه تناقضا مع عدم الخضوع للضغوط، خاصة وأن العبارة التي وردت في “الاقتصادية” تقول “للبت في الأمور الفنية في المحاجر”، والبت ماذا يعني إذا لم يعنِ البت…بتاتا البته.
هذه الجزئية الهامة تذكرني ببيان الخطوط البريطانية عندما أعادت رحلاتها مع بدء الموسم حيث أشار البيان إلى أنها “اطمأنت” للإجراءات الأمنية!.
ولا أستغرب الضغوط،للأسف، بسبب الفارق بيننا وبينهم، في الاهتمام بقضاياهم وإهمالنا لقضايانا، فقد أصبحت الموضة لدى كثير من الجهات الحكومية، وزارات وهيئات، أنها لم تعد تكلف نفسها الرد على ما ينشر في الصحف وربما بقراءتها، رغم أن الرد لذاته غير مهم على الإطلاق، لكن “التطنيش”، و”أخصرك منه” وجده البعض أفضل طريقة للتخفيف من أثر فتح الملفات والقيام بالواجبات، يحدث هذا في الزمن الذي نتحدث فيه عن الحوار والرأي الآخر والشفافية وإصلاح المعوج. وهو ما يدفع المواطن للاعتقاد أن كل ما سبق وقيل عن الشفافية وغيرها يطرح للاستهلاك الإعلامي، ووجود مثل هذه الشوائب في عقل المواطن أمر خطير وتداعياتها معقدة، لأنها تمس فيما تمس الثقة والجدية بما يقال ويطرح على أنه مشاريع تطوير.
إن ما أطالب به هو عدم الخضوع لسياسة التمييز التي أصبحت هي القاعدة في التعامل مع السعوديين لدى بعض الدول، مبرر الإرهاب واهِ جدا، الإرهابيون من كل الجنسيات الأسترالية وغيرها، فلماذا يتعامل معنا بالشبهة، وتتعرض مصالحنا للضرر، هذا ما نرفض الخضوع له ونحث المسؤولين على رفضه لكنهم لا يستجيبون..ربما لأنهم شخصيا لا يتعرضون له؟.
تنويه:
للأخوة المبتعثين إلى أستراليا والذين يستفسرون عن بعض المعلومات، هذا عنوان موقع لبعض الطلبة السعوديين وهو
(http://www.saudiinaustralia.com/ )يمكنكم الاستفادة منه .