مع الأطفال

أطرف ما قرأت الأسبوع الماضي قصة طفل سعودي من مدينة ينبع غرب السعودية شاهد عاملة هاربة اشتبه بوقوفها أمام إحدى المدارس فقرر الإبلاغ عنها لكن رصيد هاتفه الجوال قد انتهى، فما كان منه إلا أن طلب استعارة هاتفها الجوال وأبلغ عنها! قبلها كان طالب المرحلة المتوسطة قد أبلغ عن حادثة سرقة منزل جارهم حينما لاحظ من الشباك شاباً يقف بسيارته أمام منزل الجار المسافر ويمكث فيها لمدة عشر دقائق بعد إطفاء المحرك وحينما تأكد من عزمه على الدخول عنوة لمنزل الجار اتصل الطفل بالشرطة فحضرت، يظهر أن الطفل «تخصص بلاغات» و«عكاظ» نشرت صورته مع الخبر «الله يستر عليه»، ونحن بحاجة لأطفال مثل عبدالله مع الحرص على حمايتهم، لعلها فكرة ممتازة يجلس الأطفال خلف النوافذ يراقبون ويبلّغون وهم في أمن وأمان. كأني أسمع صوتاً يقول: «شرطة ينبع حالة فريدة في سرعة الاستجابة والاهتمام ببلاغ… ومن طفل»!
وأستمر مع الأطفال في حالة أخرى مغايرة لا مجال فيها للطرافة، فهذا والد طفل كفيف أرسل رسالة مؤثرة، إذ تم تحويل طفله الصغير من معهد النور إلى «الروضة الثامنة» بحي البوادي بالرياض، إلا أن الروضة رفضته لكونه غير سعودي «سوداني الجنسية»، ولك أن تشعر بأثر إجراء مثل هذا على نفسية طفل كفيف، نعم سيقال إن هذه هي الأنظمة «على عيني وراسي» إلا أن لكل نظام روحاً والحالة الإنسانية هنا تفرض نفسها، يكفي إدخال البهجة إلى نفس طفل كفيف وأسرته.
حالة ثالثة مختلفة، بعد إشارتي لملتقى مرضى الصدفية بشرق الرياض وملاحظة تصوير مرضى من دون إذن منهم «يظهر أن الصور ثمن مجانية العيادة»! أرسل القارئ ضيف الله العتيبي يخبر عن حضوره الملتقى مع طفله المصاب بالصدفية، وبعد إنصات لمحاضرات ونصائح تطرقت إلى «العامل النفسي» لدى مرضى الصدفية وأهميته، أُعلن عن جوائز ففاز الطفل – ابن ضيف الله – بالجائزة الأولى جهاز «بلاك بيري»، لكن فرحة الطفل لم تكتمل، تحوّل «البلاك بيري» عند الاستلام إلى «قرص صلب»! وحين نبّه والده المشرف على الملتقى إلى الخطأ كان الجواب «الجائزة رمزية»، طبعاً لا أحد فكّر في «نفسية الطفل» فالعامل النفسي مهم في المحاضرات، والحث على أهميته لا يتعدى حثاً «رمزياً».
***
ذكر المهندس علي البراك رئيس شركة الكهرباء في تصريح إلى «الحياة» يوم أمس أن ارتفاع فواتير الكهرباء ناتج من ارتفاع الاستهلاك، وأن على المشتركين الاهتمام بالترشيد. لديّ حالة فاتورة متضخمة وعندما راجع صاحبها – الفطن – الشركة تم خفضها مما يزيد على 2400 إلى أقل من 400 ريال.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على مع الأطفال

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يااستاذنا يابو احمد الان استاذي بالله عليك احنا مجتمع يسأل عن الحالة النفسية
    والا المشاعر يابو احمد جزاك الله خير احنا مجتمع ندور كيف نكذب على بعض
    مجتمع ندور كيف ننهب بعض كيف نسرق بعض كيف نأذي بعض احنا مجتمع
    يابو احمد ابتلينا بشئ اسمه فساد فساد ينهب المشاعر ولا تفكر الا كيف تخلص
    امورك ومعاملاتك ومسؤلين معدل الامانة والذمة في الثلاجة مرفوعة .
    اما الشيخ على البراك مدير الكهرباء وكلامه ينطبق عليه المثل اللي يقول :
    قالوا له مده قالهم اللي يأكل الفرش ماهو زي اللي يعده وشكرا

  2. مراقب من بعيد كتب:

    هلابواحمد- يبدو ان (طارق حسين) متشائم ولايرى ما في المجتمع من خير وصلاح والحالات الفرديه ليست بمقياس ولا ينبغى اطلاق صيغة العموم فالمخلصون كثرولله الحمد.وتسلم

التعليقات مغلقة.