مثلما هناك حالات تداخُل صلاحيات بين أجهزة حكومية هناك فجوات لا يُعرف المسؤول عن سدها. طرحت في مقال سابق قضية ألم الأحياء من نقل الموتى، والحاجة إلى الإسراع في إيجاد حلول للخلاف بين جهات حكومية حول تحديد الجهة المسؤولة، لتأتي قصة مؤلمة عاشها المواطن أحمد القريشي 6 ساعات قطع خلالها 370 كيلومتراً، وفي المقعد الخلفي من سيارته زوجته المتوفاة، مسجاةً وحولها أطفالــها الصغار الذين لا يعلمون أنها ماتت بل يجتهدون في وضع الثلج عليها، مصدقين ما قاله والدهم إنها مريضة.
بدأت قصة المواطن بذهابه للنزهة مع أسرته من الرياض إلى الخبر، وفي المسكن شعرت الزوجة المصابة بالربو بضيق في التنفس، ثم سقطت أمام زوجها في الساعة الرابعة فجراً. اتصل الرجل حالاً بالإسعاف، طالباً النجدة لتحضر سيارة الإسعاف بعد ساعة كاملة، والوقت فجراً، وهو ما يعني أن لا ازدحام في الطرقات والخبر مدينة صغيرة. أكد رجال الإسعاف الوفاة وتوقف عند التأكيد.
يلخص القريشي معاناته لصحيفة «شمس» التي نشرت تفاصيل الحادثة، عن تلك اللحظة قال: «طلبت منهم نقلها إلى أي موقع تجهيز للموتى، ليتسنى لي نقلها للدفن في الرياض، فلم يوافقوا، ورفضوا نقلها، ورحلوا من حيث أتوا، وبقيت أسارع الزمن، فالدقائق تمرُّ، وإكرام الميت دفنه، و «الإسعاف» لا يرضى النقل للدفن، والنقل يتطلب ورقة شرطة، والشرطة تريد ورقة مستشفى، والمستشفى القريب الذي راجعته وغيره، يرفضون التعاون بحجة عدم التخصص، والأهل في الرياض، ولكن العون من الله».
هذا الملخص هو وصف دقيق لمشكلة عدم وضوح مسؤولية الجهات وتعددها واعتماد بعضها على البعض الآخر، فـ «الإسعاف» يقول إن هذا ليس من صلاحياته والبلديات كذلك ومعها وزارة الصحة، كل جهة لها حيز محدد من المسؤولية، لكن هناك مساحات لا جهة تختص بها.
وأنا متفق مع كل الجهات أن هذا ليس من اختصاصها، لكن للمواطن حاجة وهم الأقرب لتوليها.
من الذي ساعد الزوج المكلوم في محنته؟
حارس البنايـــة، حيث حملها معه إلى سيارته بعدما لفّهـــا بعباءتها ووضع ثلجاً على جثمانها، في السيارة أقل أطفالـــه معه، مخبراً إياهم أن درجة حرارة والدتهم مرتفعة فاجتهـــد الصغار في وضع قوالب الثلج، ليبدأ الأب المسكين مشوار 370 كيلومتراً من الألم والغصة إلى الرياض.
لستُ أدري ما الذي يمنع المسؤولين في وزارة الصحة والهلال الأحمر والبلديات من الاجتماع وحسم هذا الأمر؟!
كل هذه الجهات تقدم خدمات للسكان يفترض أن تتكامل، وإذا كان هذا الوضع من «المستجدات» فلماذا لا يتم إيجاد حل له؟ فإذا كان السبب عدم الاهتمام بالأموات فليكــن سبــــب التحرك رأفة بالأحياء.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
صباح الخير استاذ عبدالعزيز
قبل سته اشهر او اكثر قريبه لي كانت خارج المملكه لزراعه كليه لها و لم تتقبل الكليه المزروعه لها و اضطرت للرجوع للمملكه و كان يجب إدخالها للمستشفي فور وصولها لشدة تعبها فأتصلنا بالهلال الأحمر ليستقبلها في المطار و يتوجه بها الى المستشفى مباشرة لسؤال حالتها الصحية رد الهلال الأحمر ليس لنا علاقه بالمطار تخصصنا داخل مدينة الرياض و انه في المطار مستوصف يمكن ان يساعدكم
وتم الاتصال بمستوصف المطار و قالوا نحن مختصين بحالات الطيران الطارئه فقط و ليس نقل المرضى
سئلتهم من المسؤل عن نقل المرضى من الطائرة قالوا اتصل بالمستشفى الذي يعالج فيه المريض ، وتم الاتصال بالمستشفى فردوا بانه ليس لهم علاقه باستقبال المرضى في المطار .
فكان الحل الاخير نقلها بإسعاف خاص، و بحثت في اكثر من ١٠ مستوصفات و مركز طبي خاص لعل و عسى و عسى كان ردهم ان السياره غير جاهزه للاستعمال او ليس لهم صلاحيه للذهاب للمطار ، و أخيرا وافق احدى المراكز بشرط انه تكون سياره بسائق فقط. بدون ممرضه و بسعر ٥٠٠ريال بدون مناقشه ، فقبلت و أنا غير مصدق بقبولهم و لو شرطوا علي قيادة سيارت الإسعاف لقبلت:)
و تقبل تحياتي
استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
والاخرة يابو احمد .. والحل مع عالم زي هذي العالم واجراءات زي هذه الاجراءات
بالله العظيم انا لي ساعة قاعد افكر في حال الاطفال الصغار والله شئ يوجع القلب
الله يوجع قلب من تسبب في وجع قلبهم بس والله الواحد من جد يبغى يشق ثيابه
هذولا مسؤلين مؤتمنين وحالفين يمين والله يسألهم عنه في الاخرة ولايشوفوا يمين
ويسار وفوق وتحت وبعدين عزقة تمام يوم لاينفع مالا ولا بنون الا من اتى الله
بقلب سليم صدق الله العظيم .
اخي العزيز : سأروي لك قصة جميلة بجمال صاحبنا جمال الذي ليس له من اسمه نصيب ولا اعتراض على خلق الله ..قبل عدة سنوات طلبنا اسعاف الهلال الأحمر فحضر بعد طول انتظار وحضر بعدد يفوق الحاجة 4 اشخاص واخبرناهم بحالتها وقلنا لهم بأن المطلوب هو فقط نقلها لمستشفى الملك فهد حيث كانت ترقد منذ عدة أيام وتردت حالتها في المنزل مما يستوجب اعادتها مرة اخرى للمستشفى وبعد طول عناء واقناع أصر احدهم الكشف عليها علما أنه غير متخصص ولا طبيب وانما يريد ان يمارس هوايته بشكل بدائي وبجهاز بدائي مع العلم اننا اعلمناهم ان احد ابنائها يشرف على علاجها وهو طبيب استشاري ويعمل رئيسا لأحد الأقسام في احدى المستشفيات الا أنهم أصروا على مطلبهم وتنازلنا عن كبريائنا وفهمنا وتركنا لهم الكشف البدائي والمبدئي الذي لا يغني ولا يسمن وفي النهاية طلبنا نقلها فاعتذروا بعد ساعة من مشاهدة الفيلم الهندي بحجة ان نقلها لمستشفى الملك فهد ليس من اختصاصهم وانما من اختصاص فرع اخر .. بالله عليك اعلمني كيف اعلم ان الاسعاف له اماكن محددة .. ولا يجوز ان يتجاوزها مهما كان الوضع .. اترك لك الحكم .. واترك لك السؤال عن سيارات الاسعاف الواقفة بشموخ المرض امام المستشفيات وعند الطلب يتضح انها تعاني من انفلونزا الكلاب والخنازير ولا يمكن بأي حال أن تسير ولو لامتار معدودات محسويات . تحياتي واحترامي
ياالله ياالله
كن في عوننا فوق الارض وارحمنا تحت الارض
اللهم لا تكلنا ولا تجعل حاجتنا في يد من لا يخافك فينا
حسبنا الله ونعم الوكيل
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
انا لله وانا الية راجعون
أعانه الله والله صدمه لعياله لن ينسوها , هناك قصص كثيرة تدمع لها الأعين من الإهمال الواضح , أذكر إحدى النساء قبل سنوات وقد سمعت قصتها منها هي ولم تنقل لي , تقول جاءتها ولادة مبكرة وهي في منطقة بعيدة جداً عن المستشفيات الكبيرة فلا يوجد في مكانها إلا مستوصف صغير وسيارة أسعاف وحيدة , ركبت هي ووالدتها مع الإسعاف بحكم عمل زوجها البعيد فلا يمكنه أن يأتي بسرعة , وفي عاصفة الألم وقيادة السائق المتعبة والشوارع المحفرة فجأة تقف سيارة الإسعاف وينزل السائق إلى محطة ويتغدى ويتقهوى وهي تصارع الألم وأمها تبكي والممرضة تنهرهم .
ثم يركب ويذهب بها إلى المستشفى المدني بخميس مشيط والذي زاد آلامها بسبب ردائته وقتها وسوء تعامل من فيه لدرجة أنها تضرب من الممرضات كلما صرخت , والنهاية موت طفلها .
قبل سنتين تقريباً سافر مواطن سعودي وزوجته على متن الخطوط الإماراتية متجهين لألمانيا , وعندما أقلعت الطائرة بوقت قصير أجهضت هذه الشابة , وطلب زوجها المساعدة , فما كان من قائد الطائرة إلا أن هبط في مطار أبو ظبي هبوط اضطراري , ولم تجد هذه الشابة إلا وهي محاطة بطاقم طبي يأخذونها على عجل لأفخم مستشفى رأته في حياتها , ثم تتم العناية بها وتقيم هي وزوجها في فندق على حساب الخطوط الإماراتية ويأخذونهم بعد يومين إلى ألمانيا , فأي أهتمام هذا لمجرد امرأة لم تصل للحالات الحرجة .