نصائح استثمارية عائلية

إذا كان لديك شركة عائلية فهذا هو أفضل الأوقات لطرحها للاكتتاب، ستحقق من وراء ذلك فوائد كثيرة لا تقدر بثمن، سوف تحصل على أضعاف قيمتها مع احتفاظك بالنسبة الكبرى من أسهمها.
تصور أن ذلك من السهولة بمكان، هذا ما يوفره لك اقتصادنا “الحر”، إنه يضمن لك أن تسعر سهم شركتك بالثمن الذي تراه مناسبا، وتضع علاوة الإصدار التي تراها أنت “منصفة” ، لن يتدخل أحد لأن اقتصادنا الوطني المتطور يقوم على مبدأ “أهل الشركات العائلية أدرى بشعابها”، ولأن شعاب هذه الشركات ممتدة و تسيل دائما، ضع السعر الذي يناسبك ولا تتردد ستجد قبولا وترحيبا، ومن المهم قبل ذلك أن تختار “صفوة ” من كل تخصص، تنتقيهم بعناية منظرين وأكاديميين وصحفيين ومسؤولين ليساعدوا في التعريف والتوعية الاستثمارية بمنجزات شركتك العائلية العملاقة، بعضهم سيعمل معك في العلن والعلاقات العامة والبعض الآخر في الظل يقدم خدمات لا تقدر بسهم .
ضع السعر الذي يناسبك وتذكر أن لا أحد يعرف قدر شركتك مثلك ، لا تقارن شركتك بشركات أخرى على الإطلاق ، لأن أهل الشركات العائلية أدرى بشعابها ، ومن الاكتتاب والطرح الذي هو في الحقيقة جمع ستحصل على أضعاف ما قدمته للناس، قد تصل إلى تسعة وتسعين ضعفا ، تذكر بصاحب التسعة والتسعين نعجة، ومع ما دخل جيبك من هذه “الأرباح” لقاء الجمع الذي يسمى طرحا ، ستبقى مسيطرا على كل شيء في شركتك العائلية، تعود إليك وهي أسمن وأكبر.
قد لا تصدق أن ذلك بإمكانك لكن نظرة منك إلى الخلف لشركات قامت بذلك قبل سنوات وأخرى تقوم به الآن سوف تساعدني في إقناعك .
حول شركتك العائلية الى مساهمة الآن، هذا هو أنسب الأوقات قبل فوات الأوان. ومن النصائح وأنت الآن تفكر في الطرح أن تزخرف دراسات جدوى وإمكانيات مستقبلية بأسماء شركات يفضل أن تكون أجنبية ولا مانع من “الوطنية”، فالأخيرة سلعة رائجة، واحرص على أن تكون هذه الشركات متخصصة جيدا في “الأصول” حتى تقدر أصولك بما تتمنى، تقدير الأصول هو الطريق الأمثل للوصول، وقبل أن تزف شركتك العائلية المساهمة إلى التداول ليصبح سهمها في التناول ويعم نفعها الجميع ضع طلبات لسهمك بسعر أعلى ، لا تنسى أن التداول حر مثل اقتصادنا، مثل هذه الطلبات ستقنع المشككين والمترددين ممن ينقصهم الوعي الاستثماري الحديث، وهي دليل على متانة الاقتصاد الوطني وقوته الجبارة.
هذا هو الاقتصاد الحر وهذه هي حرية الاقتصاد، والذين لا يتجانسون مع هذه الرؤية هم حساد ومتخلفون معرفيا ولا يفرقون بين الاكتتاب والكباب ولا بين الجمع والقسمة، لكن لا تتركهم يؤثرون عليك واطرح شركتك العائلية الآن.
ومن هذا المنبر أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مؤسسة النقد العربي السعودي ومعها كل الجهات المسؤولة عن الشركات المساهمة و الاستثمار وتداول الأسهم، الشكر والتقدير والتهنئة لما وصل إليه اقتصادنا طوال هذه الحقبة الاقتصادية من نهضة مباركة، ومنجزات عملاقة تسجل أول ما تسجل لساما وللقائمين عليها، وسجلها ويسجلها التاريخ بأحرف حمراء ، حقبة اقتصادية متحررة من كل القيود والأغلال، وفرت طوابير العاطلين، ولهفت الادخار ، ودفعت الناس دفعا إلى السقوط في حفرة الاستهلاك وألزمتنا ببناء صندوق للفقر لم يحدد له طول ولا عرض ولا نعرف عمقا لقاعه .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.