عمّك جمل

يبدو أن الصبر وشدّة التحمّل المعروف عن الجمل، أنتجا هذا المثل «عمّك جمل»، ومثله ما يقال عن الظهر، فلأن له ظهراً وكل آدمي له ظهر، لكن ظهراً عن ظهرٍ يفرق، فكل ظهر له قدرة على التحمل، وكلما كان الظهر أقوى كان تحمله أشد، «وجاب الطاري» تعليق للقارئ طارق حسني محمد حسين على مقالة «حملة ركبة الديناصور»، وكان اسمها الرسمي «حملة ركب الجزيرة»، لكن هذا الركب ضيعه الدليل والمرشد بعد لهف المقسوم، وبدلاً من الحج… كان قد بيَّت النية للـ «هج»! يظن طارق – وهو صديق حميم لهذه الزاوية وخبير في الحج والعمرة – أن عمّ صاحب حملة ركب الجزيرة… جمل، وأنا لا أعرف صاحب الحملة ولا عمه، لكن الإشارة تشي باحتمالات سلبية حول مواجهة «النحشة» التي أوجعت 1200 حاج من الداخل تم إهمالهم بعد شفط أموالهم. بعض الظن إثم يا أخي طارق، فحتى العم «جمل» لو وُجد لن يرضى بمثل هذا، ثمّ إن في الناس خيراً باقياً، ألا ترى بعضهم كيف يؤدبون أولادهم، فكيف بابن أخ ضيّع الأمانة وأحرج وزارة ضخمة مثل الحج في موسمها السنوي، بعد أن استأمنته على حجاج من الداخل، وأكرر من الداخل لأن الصورة في الخارج أن حجاج الداخل، وهم مواطنون ومقيمون، لا يتعرضون لمعاناة من هذا النوع، الشاهد إننا في «الهوا سوا».
وصفت «هجة صاحب الحملة بـ «ركبة» الديناصور، لكبرها عند الله تعالى وخلقه، أنصب وعلى حجاج! فإذا بالصديق يعيدنا إلى الجمل، وهو حيوان وفيّ أليف خدوم، وإذا عرفت عن قرب إلفة ونعومة… نعم نعومة «الرحول» وهي ناقة تدرب على القيادة، فتصبح في سلاسة سيارة ألمانية، إذا عرفتها عن قرب تتلاشى صورة خشونة وجلافة البعارين، أيضاً على النقيض فإن الجمل إذا غضب «ينتف» وقد يبرك على المغضوب عليه. أتمنى ألا يصدق ظن أخينا العزيز، ونقرأ قريباً عن القبض على صاحب الحملة وهيكلها الإداري، فما حدث «عيب وشق جيب» تعدى أهل حملة «الهج»، للجهة التي رخصت إذا ما تأخرت في العلاج الحار، وإن كان هناك ميزة في هذه الواقعة فهي تعذر القول إنها حادثة فردية… بحسب ما تعودنا في الردود!
أقول أتمنى أن لا يصدق ظن العزيز طارق، وأقترح إضافة الى العقوبة المنصوص عليها تطييب خاطر الحجاج بتعويض مادي مناسب، فالحق الخاص هنا من كبر الحجم بما لا يمكن تقديره، مع تكليف صاحب الحملة بالحج شخصياً عن 1200 حاج. أما إذا ثبتت توقعات الأخ طارق حسني فلا بد أن يصدر سنوياً كتاب لتوقعاته عن وزارة الحج.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على عمّك جمل

  1. سليمان الذويخ كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله
    وتحية لأخينا (طارق حسني محمد حسين) الذي اعتبره ( بويبينة ) هذه المدونة
    ولا تعليق لدي اليوم الا بــ جملة وليس جمل ولا عمه جمل !
    اقول : خلف الله على حجاج ركبه ! والمثل مشهور
    وشكرا لك

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    اسف على التأخر في التعليق .. هدية حجاجنا الاحباء كل عام زكمة الحج وهذا موعدها الله يردهم
    لبلادهم سالمين غانمين وجزاهم الله خير ..
    اعود استاذي لموضوعنا وحينما نقول عمه جمل استأذنكم يابو احمد في الاطلاع على رابط الخبر
    التالي :http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=116220
    فقط .. للاطلاع على مبادرة الحجاج في التعبير عن ماوجدوه من عدم عدالة في توزيع المواقع
    في مشعر منى فالباكستانين يتم حشرهم في ارض لاتستطيع ان تمشي بها بالسيارة حتى وان
    كانت دفع ماهو رباعي والا سداسي فكيف الحال لاسكانهم بها بينما القطريين والكويتين والاماراتيين
    يتم اسكانهم في ارض عبارة عن ملعب جولف وهو الامر الذى ادى الى انهاء حجهم بهذه الطريقة
    التي لم يجدوا مناصا من استخدامها .وشكرا استاذي

  3. زهير ابراهيم / إبن مطوف جنوب آسيا كتب:

    مساء الخير يا أستاذ عبدالعزيز السويد ، نشكر طرحكم لموضوع هام يتكرر في كل موسم حج وكأن وزارة الحج اصبحت عاجزة عن إكتشاف الحملات الوهمية في كل عام فنخرج كل عام بحملات جديدة مع العلم قد ظهر ان اصحاب تلك الحملات بعضهم اشخاص محددين ويحصلون سنويا على تصريح بإسم مختلف عن إسم الحملة في العام الذي قبله وهكذا دواليك والحجاج هم الضحية بالطبع من جراء سوء تقدير وسوء تنظيم وعدم وجود عقوبات رادعة لهذه الحملات وهؤلاء الأشخاص لأسباب لا يخفى على الكثير من المطلعين أسبابه ، وما تصريح سمو أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل إلا تجسيد واقعي لدور وزارة الحج الذي لم يرقى لمستوى التطلعات حين قال أن العقوبات لم ترقى لمستوى تطلعاتنا في المحاسبة وإن كانت الجهات الرقابية قد أدت دورها في إكتشاف تلك التجاوزات ، كان من المفترض على لجان وزارة الحج إكتشاف مثل هذه الحملات قبل البدء في موسم الحج من خلال الكشف على مواقع تلك الحملات وتجهيزاتها ولا ننتظر حتى ان تقع الفاس في الرأس أثناء الموسم ويضيع الحجاج وحجهم وتذهب أموالهم هباء منثورا ثم نبدأ المحاسبة ، ولا يقل عن ذلك مستوى خدمات مؤسسات الطوافة السيء في بعض المواقع خاصة مؤسسة جنوب آسيا ولكنها لا تكتشف وإن أكتشفت تم تغطيتها من أجل عيون فلان وعلان على حساب سمعة بلد بأكمله يسعى ولاة أمره الى رفعة شأنه وسمعته وسيتكرر هذا السيناريو في كل عام ما لم تضع الجهات الرقابية العليا مثل وزارة الداخلية وهيئة الرقابة والتحقيق وأمارة منطقة مكة يدها على هذه التجاوزات والضرب بيد من حديد على ايدي العابثين بسمعة وطن وإخلالهم وإستهتارهم بمنظومة الحج والحجاج والله من وراء القصد

  4. أبو جوري كتب:

    الدكتور الحبيب عبدالعزيز السويد
    العم ( الجمل ) موجود في كل مجال ( وبكل أسف ) ، ولو لم يكن موجود لتحقق أحد أمرين . انا العيش وسط مجتمع مثالي يُحترم فيه النظام ويسوده العدل كما المجتمعات الأجنبية . أو لامتلأت السجون وضاقت بساكنيها .
    ما يفعله المذنب طبيعي فمن خلفه ( عم ) جمل سيقيد القضايا ضد مجهول وسيخرجه كما الشعرة من العجين . وأيضاً ما يفعله ( العم ) الجمل طبيعي لطالما سينال من الكعكة نصفها .
    فهل من سبيل لمعاقبة ( العمّان ) قبل المتسترين خلفهم ؟
    ولطالما الحديث عن الطوافة والحج ، سأرمي بحجر بسيط وسط المهر الهائج فمن همه الأمر سيستطيع أن يرقبه ..
    أحد أكبر المسئولين في وزارة الحج يمتلك حملة لحجاج الداخل مسجلة بإسم قريب له ، ويستخدم احدى مؤسسات الطوافة ( مؤسسة جنوب آسيا ) بكامل عتادها في تسيير أمور حملته ، والمقابل أن يكون بمثابة ( العم ) الجمل لرئيس تلك المؤسسة .

    تحياتي يا دكتور

التعليقات مغلقة.