عالقون في عنق «المحاسبة»

حجاج «عالقون» في جدة، حيث أبى مطارها الدولي والخطوط إلا تشويه نجاح موسم حج هذا العام، ولا أتوقّع أن يكون هناك سبب واحد، إدارة المطار عودتنا حتى في المواسم العادية على ارتباك فكيف في ذروة موسم مغادرة حجاج الجو، الخطوط السعودية عودتنا على التأخير من دون إعلان أو اهتمام بانتظار ركاب.. في المواسم العادية، أيضاً هناك حملات حج ووكالات له في الداخل والخارج عودتنا على إهمال حق العودة في الوقت المحدد للحجاج وقضايا افتراش الحجاج للأرصفة وصالات المطارات معروفة.
رجل أثق برأيه غير المجامل ممن عاصروا – عن قرب – وميدانياً مواسم حج كثيرة ومتعاقبة قال لي إن موسم هذا الحج كان في ذروة النجاح. نعم لا بد أن هناك ملاحظات هنا وهناك، وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة د. عبدالعزيز الخضيري أشار إلى بعض منها في حوار مع صحيفة محلية، ولفت انتباهي لقاء وكيل الإمارة ماشياً وسط الحجاج بسيدة عند قطار المشاعر وتعليقها، إذ تمنت لو كان هذا القطار موجوداً منذ زمان! ونحن معها تمنينا ذلك، خصوصاً والدولة تقدّم شيكاً مفتوحاً لخدمة الحجاج منذ زمن بعيد. ولا بد من وقفة هنا لنرى صورة «الإنجاز» أمام المراية من زاوية أخرى، الصورة المنعكسة تشير، من كلام السيدة الذي يردده الكثير منا إلى إمكانية تحقيقه في زمن سابق، القصد أن هناك احتياجات سواء للحج أو للوطن والمواطن عموماً يقلل تأخير إنجازها أو البطء فيه من قيمتها، لتبدو بحجم أصغر، لماذا؟ لأن الاحتياجات تتزايد بوتيرة أسرع كثيراً من الوفاء بمتطلباتها.
والحقيقة أنه مما يحزّ في النفس أن يشوّه عنق الزجاجة «مطار جدة» بكل التداخلات والتقاطعات في إدارة حركته، جهود منظومة حكومية ضخمة تسندها دولة بحجم السعودية مكانة وقدرات، تعمل طوال عام لتيسير الحج وبشيك مفتوح، من هنا وحتى لا يتكرر ما حدث لا بد من مساءلة ومحاسبة معلنة، لمعرفة أين الخلل الذي لا يمل من تكرار نفسه من دون محاسبة واضحة، ونحن في الداخل السعودي نعرف عنق الزجاجة «وياما» حُشر بعضنا فيه، لكن عندما يتضرر منه حجاج جاؤوا من أطراف العالم يصبح قضية أخرى، فهل تصلح معاناة حجاج ما أفسدته إدارة مطار دولي يحمل اسم المؤسس رحمه الله تعالى؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على عالقون في عنق «المحاسبة»

  1. عبدالرحمن كتب:

    ياسيدي الكريم، نحن نعيش في أحضان ثقافة لاتؤمن بالمحاسبة! هل تعتقد أن من يرتكب هذه “الجرائم” بحق الوطن طوال الأعوام الماضية قادر على مواصلة مسلسل ” نهب المال العام” لو شعر ولو لبرهة من الزمن أن هناك نظام جزائي بإنتظاره؟؟ نحن في أوساط “غابة” من الوحوش الآدمية التي تنهب خيرات هذا الوطن دون خجل أو خوف لانها تعلم أن الجميع “نائم في العسل”!!

  2. علي بن عبدالله كتب:

    اسعد الله اوقاتك وكل عام وانت بخير ( تهنئة متأخرة ) بسبب بعض الظروف
    رصد مبلغ خيالي للتطوروليس للانشاء ( يعادل ميزانية وزارة)
    اخي الفاضل مليارات ترصد انما ما اوردة اخي عبدالرحمن في تعليقة وفا وكفا

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    المشكلة يابو احمد في انه هذا المطار جالس طول السنة يستقبل في معتمرين وحجاج
    طيب انا احلم انه واحد مسؤول بس مسؤول من اللي عليهم الكلام يعني من اللي يقدر
    يذبح ويسلخ ويقطع في ان واحد يوقف عند بوابة المطار ساعة واحدة ومعاه مسجل
    صغير ويسأل هذولا المعتمرين والحجاج سؤال صغير بس على شرط يكون موقف
    معاه عشرة خمسة عشر بني ادم من الحراسات الخاصة عشان لو كانت الاجابة تطورت
    الى اجابة عملية او انفعالية جاوية كانت او تكرونية او ماليزية او مصرية يقدروا
    يفرعوا للادمي لو فرعة مصرية اكرر يابو احمد فرعه ماهي فزعه فرعه وكل واحد
    يصلح مطاره وشكرا استاذي

التعليقات مغلقة.