صغار السن والإرهاب

في طيات الإعلان عن نجاح قوات الأمن السعودية في القبض على 19 خلية إرهابية وعدد كبير من أعضائها، إشارة الى صغار السن، وفي لقاء المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي مع الإعلاميين أخبر عن تولي بعض صغار السن قيادة خلايا مع وجود من هو أكبر منهم، ومن نافلة القول إن صغار السن مستهدفون لخصائص تميز أعمارهم وهم في الواقع بيئة خصبة للتجنيد والاستدراج لأعمال إرهابية وإجرامية. هذا من المعلوم، لقد عايشنا أعمالاً إرهابية ارتُكبت في السعودية وخارجها تم فيها استغلال صغار السن لقيادة سيارات مفخخة.
أيضاً في غالب ما يطرح عن الأساليب الناجعة في مواجهة الإرهاب يتم التركيز على المحور الفكري، ولا شك في أن له الأولوية في الأهمية إلا أن الطرح في مجمله، خصوصاً ما ينشر في الصحف لم يتجاوز حدوداً معينة، حيث تمحور حول نقص في فهم العقيدة وانحراف في تفسير بعض النصوص. والسؤال المهم الذي لم ارَ طرحاً له، لمحاولة الإجابة عليه والبحث فيه خصوصاً من أصحاب طروحات المواجهة الفكرية هو: لماذا يتمكن الفكر التكفيري من تجنيد المزيد من الضحايا ليتم تحويلهم الى عناصر إرهابية؟
إنني في الحقيقة لم أرَ اهتماماً يستحق في بحث الأسباب الاجتماعية والاقتصادية وربط الظواهر ببعضها البعض. لا أعتقد بأن أحداً يختلف معي في أنها «الاجتماعية والاقتصادية» من المنافذ والثغرات التي يستطيع الفكر الإرهابي التكفيري من استغلالها إن لم يكن يستغلها بالفعل. وعلى رغم عدم توافر إحصاءات، إلا أن الواقع الذي نعايشه يخبر عن تزايد انخراط صغار السن في مجتمعنا في قضايا جنائية، قد يعتبرها بعضهم بسيطة في عالم الجريمة مقارنة بغيرها، لكنها خطيرة، وخطورتها تأتي من تبسيطها وعدم مواجهتها بما تستحق من اهتمام وخطط عملية واضحة. الواقع يقول إن مزيداً من صغار السن تطور من ممارسة جرائم سرقة السيارات للتفحيط بها الى أعمال النشل والسطو والاعتداء بغرض السرقة سواء على المنازل أو المشاة، والأخبار في الصحف تغني عن إيراد نماذج. هذه الشريحة من صغار السن أرض خصبة للاستغلال بعد أن تأهلت بممارستها لأساليب إجرامية وكسرها للأعراف والقوانين وخروجها على المجتمع.
إن إعادة النظر وتقويم أساليب التعامل مع هذه القضايا وهي قضايا تؤرق المجتمع، سيحققان نتائج باهرة في مكافحة الإرهاب والجريمة، ويحدان من توافر مجاميع جاهزة للتجنيد، سواء تم التغرير بها بعباءة الدين أم بغيره.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على صغار السن والإرهاب

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الكلام اللي قالوه من زمان الكبار والكلام اللي وصى عليه الدكتور يقول :
    اول فاتح رازق نقضي على الفساد ونبث العدالة ونرسخ قيمها في جميع
    اذهان الجيل الجديد وانه ممكن تأخذ حقوقك كاملة كمواطن من اي كائن
    كان .. يابو احمد بالعربي وبدون لف ودوران الجيل الزفت هذه اللي سلك
    طريق الارهاب صنعته امور عديدة جيل الاحباط اخذ منه ونهش عقله
    وفكره وثقافته وخلونا من الكلام .. الجيل الجديد هذا اذا شاف ابوه ماهو
    قادر يسدد ايجار البيت واخوه ماهو قادر يتزوج واخته اتعينت بعيد عن
    بيتهم سبعمائة كيلو وعالم مفتوح من الاتصالات قاعد يغذي فيه ويحمقه
    ويبث فيه روح الكراهية والانتقام وهذه هي النتيجة ..
    الحل يابو احمد لازم يبداء من شعور هذا الجيل بانه ادمي حقوقه محفوظة
    وانه يستطيع محاسبة اي جهة تقصر في تقديم واجباتها تجاهه كمواطن
    وغير كذا الله يعين بس على القادم . وشكرالله لكم استاذنا .

  2. سليمان الذويخ كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اختصر لك فأنا مستعجل :)
    لماذا صغار السن ..؟!

    اولا : صغار السن يفتقدون للكثير من التقدير الإجتماعي ، فطموح بعضهم ان يصبح مشرفا في منتدى لا يزيد اعضاؤه عن 100 عضو مثلا !
    فكيف بتوظيفه في قيادة خلايا ؟
    وعلاج هذه الظواهر متوفر وبسيط ويحتاج قليل من التؤدة والصبر والتخطيط السليم ! وهو غير مكلف ابدا !

    ثانيا : بتوظيف الصغار يتحقق لقادة اكبر منهم التخفي وترك الصغار يتيهون في تغذية عكسية لبعض الامور التي يأخذ ببعضها و يترك البعض الآخر !
    وعلى اية حال
    ما نقول الا
    اصلح الله الأحوال

  3. اقبال عبدالله كتب:

    الصغار اسرع جذبا واسهل اقناعا(لانه لايوجد في ادمغتهم شى ذا قيمة غيرالكورة او منتدى)
    واقل خسارة فليسو ازواج او اباء تربطهم المسؤليات. فلاندفاع يجعلهم يصورون انفسهم ابطال سينقذون التاريخ. ولاتوجد مؤسسات تربوية اومدارس اوبيوت او اباء يربون وليس هدفهم انتاج سلالات من ابناء لايستطيعون فهم اسرار النشاط والحيوية.

التعليقات مغلقة.