مبروك للأشقّاء في قطر

يستحق الأشقاء في دولة قطر التهنئة الحارة على الفوز باستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم للعام 2022، اختيرت قطر وسط منافسة مع دول عظمى بإمكاناتها وحضورها السياسي والاقتصادي وتاريخ حافل بتنظيم بطولات عالمية، أبرزها الولايات المتحدة ودول لا يستهان بها، مثل اليابان وكوريا وأستراليا. استطاعت قطر تجاوز الكثير من العقبات لتصل إلى هذا الشرف، وقدمت ملفاً لدعم طلبها وُصف بالمُبهِر.
كان من الواضح أن القطريين وضعوا نُصب أعينهم هذا الهدف، وهو هدف طموح يتجاوز الشرف وتولي إدارة حدث يستقطب الجمهور والإعلام العالمي إلى قضايا أبعد وأعمق، إذ سيتحقق للمواطن القطري الكثير من الإنجازات على الأرض، فخلال ما يزيد على عقد من الزمن المستقبلي ستصبح قطر ورشة استثمارات ضخمة، وستبقى هذه المكتسبات للقطريين على أرضهم.
تنظيم نهائيات كأس العالم بعد اثني عشر عاماً، محفّز كبير للتنمية إذا أُحسن استثماره، وهو أيضاً يحمل في طياته كل التحديات التي تخطر على البال، والمدة الزمنية كافية ومريحة، والمال متوافر للإنشاءات، وقد وعدت قطر برصد بلايين الدولارات لهذا الحدث، كما أن الزمن متوافر أيضاً لإعداد كوادر قطرية قادرة على إدارة واستيعاب الحدث الكبير واختيار الأفضل، ولم يأتِ السعي للاستضافة والإصرار عليها إلا بوجود إرادة سياسية قوية، أما التحديات، فهي أن كل ما سيتم إنجازه خلال عقد من الزمان سيخضع لفحص عالمي المستوى من كل زاوية، وهو محفِّز آخر على تحقيق أفضل الممكن، كان واضحاً تفاؤل القطريين بقبول طلب الاستضافة، لمست هذا في حضورهم الإعلامي قبل التصويت وأثناءه وعند تقديم الملف. قطر التي فازت يوم أول من أمس تستحق التهنئة ومعها تستحق الدعم والمؤازرة من حضنها الخليجي والعربي والإسلامي في ما تصبو إليه، وانعكاسات ذلك ستحقق فوائد جمة لكثير من القضايا التنموية في عالمنا العربي. مبروك للأشقاء في قطر، والدعاء لهم بالتوفيق، فنجاحهم نجاح للعرب والمسلمين.