هيئة الصحفيين

كان قرار تأجيل انتخابات مجلس إدارة هيئة الصحفيين الأول قراراً حكيماً للغاية.. بل وقراراً منتظراً بعد أن حصل ما حصل، واستطاع هذا القرار أن يمتص كل الإفرازات التي ظهرت على السطح منذ إعلان موعد الانتخابات، وأن يتيح الفرصة مرة أخرى لمن اعتقد انها فرطت من بين يديه فيقول هذا “الميدان يا حميدان”، أيضاً مثل هذا القرار أتاح لمن لم ينتسب إلى الهيئة أن يبادر للانتساب ويعي أهمية هذه الهيئة لمستقبل مهنة مثل مهنة الصحافة، كما أنه وفر لمن لم يترشح أن يرشح نفسه ويخبرنا عن قائمة الأهداف التي ينوي تحقيقها خلال فترة وجوده في مجلس الادارة، ويتبقى على هيئة التأسيس واجبات لابد أن تقوم بها، خلال الأيام القادمة، مع توفر هذه الفترة الزمنية المناسبة التي تفصل التأجيل عن موعد الانتخابات الجديد، ولعل أهم البنود التي يجب توضيحها هو أحقية الترشيح لمن تكون ولمن لا تجوز، ومن خلال قائمة أسماء الزملاء الذين رشحوا أنفسهم نجد أنه بينهم من هو موظف رسمي في جهة ما، سواء كانت وزارة الإعلام أو أي جهة أخرى، وهذا يعني أنهم غير متفرغين حتى ولو كانت وظائفهم إعلامية، إن مثل هذه الضبابية تسمح في رأيي المتواضع، وكما يفترضه المنطق، تسمح للصحفي غير المتفرغ أن يترشح أو أن يقصر التفرغ بوضوح لا لبس فيه، على عمل الصحافة الذي نعرفه خارج نطاق الأجهزة الرسمية، ومن المنتظر أن تبادر لجنة التأسيس للتواصل مع منسوبي هيئة الصحفيين الوليدة، كتابياً، فلا يمكن الاكتفاء برسائل الجوال التي وصلت قبل يوم واحد من الانتخابات المؤجلة، حتى يتمكن الناخب من اختيار من يراهم يمثلونه ويحققون ما يطمح إليه، إن أبسط الأمور المطلوبة من اللجنة التأسيسية ان تبعث بمطويات بأسماء من رشح نفسه وبرامجهم التي ينوون العمل لتحقيقها حتى نصوت لهم أو لغيرهم، ولابد أن تصل مثل هذه البرامج قبل وقت مناسب للاطلاع والتمعن، وما حدث خلال الأسبوع الماضي كان دورة مصغرة ومركزة، لا تخلو من فائدة، وأعتقد ان كل صحفي مهتم بهذه الهيئة استفاد من الحراك الذي حصل، ولابد أن الجميع استوعب أن القضية ليست قضية بحث عن “رياسة” ومنصب، وأعتقد أن رؤساء التحرير الذين رشحوا أنفسهم ثم انسحبوا كانوا يأملون بالعمل الجاد لتأسيس هذه الهيئة على أسس قوية وثابتة، ولا أعتقد أنهم بحاجة إلى مناصب جديدة، كما لا يمكن الاستغناء عن خبراتهم وعلاقاتهم ودرايتهم، لكن في الوقت نفسه هذا المجلس بحاجة إلى أن يطعم بدماء جديدة، ومما لاشك فيه أنهم سواء كانوا داخل الهيئة أو خارجها فإنها بحاجة لهم وهم بحاجة لها، ولابد أن ينظر للأمر من زاوية أن المجتمع الذي طالما كان مجال عمل الصحافة والهدف لنقدها وملاحظاتها يتابع كيف يتعامل الصحفيون مع أنفسهم ومع هيئتهم، فإذا لم يصنعوا قدوة للمجتمع الذي يحتضنهم فإنه لن يحق لهم أن يشيروا بأصابعهم لنقص يحدث هنا أو هناك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.