«قاحش» وقضية 6 في 6

تصبح الحكومة… إلكترونيةً، عندما تريد الأخذ منك لكنها تتحول يدوية إذا جاء دورك بالمطالبة. ساهر أو «قاحش» كما يسميه البعض نموذج هنا، له يد طويلة وكاميرات مبثوثة. أما عندما يريد الفرد الاعتراض على مخالفة مرورية فعليه المراجعة، والاستعلام عنها ناقص، والتنبيه الإداري «على الموقع» يؤجل إلى وقت لاحق. نموذج لـ «راجعنا بكرة» إلكترونياً.
كأننا أمام حالة اشتياق بين موظفي الأجهزة الحكومية والمراجعين، فلا بد من «الطابور»، وإلا ما المانع من وضع اعتراض إلكتروني؟! أليس هذا من نقص الجاهزية؟! لذلك يمكن فهم مقارنة انتشرت على الإنترنت بين نظام ساهر السعودي ونظام «آمر» الإمارتي مع اختلاف بين وظيفتي النظامين، لكنّ الناس أعجبهم الأدب والتعالي على الذات الوظيفية في «آمر»، أنه «أمر» لم يتعودوه، هنا وجْه مقبول للمقارنة.
لم أجد جواباً عن الأساس الذي بُنيت عليها مبالغ المخالفات، فهل هو متوسط الدخل للفرد؟ أم متوسط الدخل لبعض الأفراد؟ وكم نسبة هؤلاء في المجتمع. ولا زلت أطالب بمراجعة للنظام بعد هذه الفترة «التجريبية» في «الجيوب»، الجاهزية. لا بد من أن تكون من مختلف الوجوه حق الفرد وحق النظام، استهدافاً للعدالة، وكنت آمل أن يؤدي التطبيق إلى تحسن في الحالة المرورية عموماً، لكنّ الواقع يشير إليه الأخ رائد البراهيم وهو يطلب مني المرور «بدوار الأحساء» لمحاولة فهم الحل المروري لمعالجة الدوار… ولم أفهم سوى الحكمة القديمة «الدوار اللي يجيك منه الريح سده واستريح».
مشهد على «النت» لمركبة ساهر تسير بسرعة كبيرة، استدعى سؤالاً… من يطبق النظام على سائقي مركبات ساهر وشركات مشغلة، لا تظهر في الصورة؟ نريد أن نجلي غمة «إذا كان خصمك القاضي من تقاضي»، ولا أشك في أن وضع إدارة المرور محرجٌ، فهي تقع في خانة بين جهاز الصياد والطرائد، والأول مستثمر هدفه تعظيم الأرباح، ومحامي «المسددين» أو «المواطنين» هو المرور مثلما هو مسؤول تطبيق النظام. والخلاصة أنك متابَع إلكترونياً ولا تستطيع أن تتابع أنت إلا «رجلياً». بين الإلكتروني واليدوي أعود إلى العنوان، يكاد القارئ حامد سليم حجاي صاحب قضية 6 في مكتب 6 بمرور الرياض، يحتفل معي «افتراضياً»، كلما ظهر الرقم 6 في يوم أو شهر «الله يستر من الساعة». بعد مرور «عام ونيف» على تعرضه لحادثة مرورية أخلي فيه سبيل الطرف الآخر وقتها، ولم يتم العثور عليه لاحقاً! الرجل الذي ينتظر تطبيق النظام محظوظ بالرقم 6 في 6، فهو رقم لا ينسى على عكس أرقام مخالفات ساهر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على «قاحش» وقضية 6 في 6

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    نظام قاحش .. فاحش .. يابو احمد نعرف اننن ننفخ في قربة ماهي مخروقة
    قربة مشقشقة .. لا ومجلس الشورى يعني يعني انهم ماشاء الله لهم كلمة
    مسموعه يقولك مراجعة انظمة ساهر .. والله مايقدروا يراجعوا جدتي اذا
    قالت ناموا بدري ..
    وعلى فكرة يابو احمد قبل ماانسى امس واحد يقول لي انه تم تبرئة اربعة
    من المتهمين في كارثة سيول جدة .. طيب هذولي اربعة واول ثمانية صاروا
    12 باقي ثلاثة بس واذا تم تبرئتهم راح ترخص الطماطم ونحمد الله
    وكل واحد يصلح سيارته وشكرا

التعليقات مغلقة.