حتى في أمراض الحيوانات هناك طبقية، فعندما ينتشر مرض جنون البقر في قطعان البقر الأمريكية، وتدور معركة شد وجذب تتناول أصل البقرة المجنونة وشجرة عائلتها، وتمنع كثير من البلدان أبناء وبنات عمها من الدخول إلى أراضيها، يتريث جماعتنا عن الخطر وإيقاف الشحنات ولحم السندويشات، ربما على اعتبار انه جنون تقني وربما رقمي، لا يختلف عن كل تلك السلع التعيسة التي تصدر إلى دول العالم المستهلك، أما إذا أصاب المرض طيور من العالم الثالث فإن الخطر يأتي عاجلاً، وقبل أن تعد إلى الرقم ثلاثة.
يمكن لي تسمية ذلك طبقية بيطرية، فحتى الحيوان يكتسب جنسية البلد الذي ينتمي إليه بكل الاستثناءات والامتيازات، وحتى الحوافز وقفز الحواجز، لكن لطيور العالم الثالث المريضة بالانفلونزا اساليب خاصة لتجاوز الحظر عن طريق بنات جنسها من الطيور المهاجرة، ترحل هذه الطيور محملة بالفيروس لتحط في أي مكان من غير جواز ولا شهادة صحية، لابد ان ذلك يذكرك بقوارب المهاجرين الباحثين عن حياة أكثر رحمة أو أقل قسوة من العالم المفلس إلى العالم الأول، بعضها يصل وبعض آخر يغرق في المحيط.
رئيس الوزراء التايلندي اضطر لتناول وجبة دجاج مقلي ليطمئن شعبه، ويطمئن على هذا القطاع الاقتصادي الهام، هذا في تايلند الدولة العالمثالثية، والتي تصنف عاصمتها من المدن الأكثر تلوثاً في العالم.
هل تتذكر بارك الله لك في اللحم الذي أكلته وتأكله هذه الأيام مسؤولاً في بلادنا أكل دجاجاً علانية عندما راجت المعلومات عن تواجد السلامونيا في دجاج الصحراء، حتى شائعة الأكل لم تخرج للوجود.
لذلك لن أختلف وإياك على نتيجة استفتاء نفترض اجراءه بين الحيوانات على شكل سؤال واحد يقول:
هل تريد ان تكون طيراً من طيور العالم الثالث أم بقرة من بقر أمريكا الشمالية؟.
تصور أحد أفراد العينة الحيوانية وقد اندهش من السؤال. كأنه يقول: أهذا سؤال يطرح!؟.
الحمدلله اننا نضحي أكثر ما نضحي بالخرفان، تصور لو ان الأضحية بالبقر والعجول متفشية في بلادنا والسائدة لدينا، مع هذه السطوة الطبقية البيطرية وعلو حافر حيوانات العالم الأول والبقر خصوصا على جميع الحيوانات، حافرا عن حافر، عندها ماذا سنفعل بكل هذه اللحوم بل وما ستفعل بنا، وحولنا كل هذا الحديث عن الجنون والانفلونزا، ومع محاجرنا التي أعرفها وتعرفها.
نحمد الله على ذلك.
مما سبق نصل إلى نتيجة تقول انه يمكن اعتبار البقر الحيوان الأول في العالم، بل وأكثر الحيوانات تقدماً، لذلك فإن أية إشارة سلبية له أو للحمه تعتبر تصرفاً سيئاً، يمكن إدراجه تحت “معاداة الحيوانية”.
جنس البقر في هذا الزمان يعتبر امبراطور الحيوانات وسيدها من غير منازع، وسواء أصيب بالجنون أو الانفلونزا يبقى السيد سيداً.
لو أصيبت الخرفان بالجنون أو الانفلونزا لما لامها أحد، لا بسبب ذبحها فهي منقادة لأمر خالقها ولكن لطرائق وأساليب الذبح، وحتى لو أصيبت هل تعتقد انك ستعلم في الوقت المناسب!؟،
لا تنسَ ان الشفافية امتياز من حق جنس البقر سيد حيوانات هذا الزمان اما الخرفان فهي أسفل السلم البيطري.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط