قال جراح القلب الشهير الدكتور محمد راشد الفقيه إن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت علاقة وثيقة بين أمراض القلب العضوية والحسد والحقد، وفي اثنينية عبدالمقصود خوجة التي كرمت الفقيه، ذكر التالي: «هناك هرمونات تفرز داخل الجسم تؤدي إلى اختلال توازن الدورة الدموية، فوجدوا أنه لا يستطيع أن يبعد الإنسان عن نفسه الكآبة والضغط النفسي، ولا يستطيع أن يقلل تأثيرهما، ولكن حينما تقل الأسباب يقل تعرضه للكآبة الدائمة، وإن كل الناس تمر عليهم ظروف يكونون كئيبين فيها، ولكن موضوع الحسد والحقد يؤدي إلى تولد الهم لديه ما يولد بدوره الكآبة والضغط النفسي». موضحاً ان تأخر العلماء عن اثبات هذه العلاقة يعود لصعوبة قياسها.
كلام جميل من رجل فتح قلوباً كثيرة وشاهدها عن قرب متفحّصاً شرايينها، لست أعلم هل وجد الدكتور الفقيه يوماً في غرفة العمليات قلباً أبيض؟، لاشك أنها متشابهة من حيث اللون والشكل والأجزاء العضوية مختلفة معنوياً وروحياً.
مؤكد أن للحسد والحقد والضغائن تأثيراً على القلب، معظمنا يقول هذا إحساساً وهنا تأكيد من عالم، خصال هي كالنار تأكل القلب جوهرة الجسد، وفي الأمثال ما يشير الى ذلك، والأمثال خزان التجارب البشرية ففيها تراكم معرفي.
لنتخيل لو أمكن قياس اثر الصفات الشريرة في النفس البشرية مثلما تقاس نسب الكولسترول وعدد كريات الدم، ربما يصل العلم إلى هذا، تذهب إلى العيادة وتحشر «نفسك» في جهاز يطبع لك «برنت» مثل برنتات الجوازات والمرور في قائمة طويلة تحدد نسب الصفات السيئة في نفسك لتحاول إصلاحها… والإصلاح يتم بقمع الصفات الشريرة والخبيثة، لا شك ستكون هناك صفات وخصال يصعب قياسها خذ مثلاً صفة النفاق، وإذا افترضنا ان لها جزيئات، ذرات او «نملات»!، في النفس البشرية فهي جزيئات «تملص» أي تراوغ، فيها من خصائص الزئبق الكثير فلا تستطيع الإمساك بها، ومثلها صفة الخبث وقائمة متفرعة طويلة.
مشكلة الإنسان في علاقته مع أخيه الإنسان انه يرى فيه صورة «جسدية» مشابهة له، رأس وأطراف وإمكانية تواصل… حاجات ورغبات مشتركة، إنه كما يبدو لا يختلف عنه في شيء اللهم الا في أمور بسيطة قسمات وتفاصيل صغيرة، فيعتقد مخطئاً ان المحتوى واحد، لكن في الجوهر الأمور تختلف بنسب تزيد وتنقص، عوالم أخرى تبدو متماثلة للوهلة الأولى مثل فخ، لكنها قد تصل إلى الحدود القصوى من التناقض.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
القلب الابيض .. الله اكبر يابو احمد .. من فين نحصله بس ..
اصلا طبيعة المكان والزمان ماتخلي للبني ادم قلب من الاساس
لاهو ابيض ولا اصفر .. عالم ماتخاف الله ولدت الحقد في قلوبنا
من سرقة للمال العام ونهب لثروة البلد ومحسوبية وشراء ذمم
واستغلال للمنصب والدعس على رقاب الضعوف والامعان في
هذا الدعس .. الله يقطع دابرهم ونخلص منهم بس وشكرا يابو احمد
اجازتكم سعيدة استاذنا .
يقولون في الأمثال : ( لولا الحسد .. ما مات أحد )
طبعا قصدهم الموت بسبب ، والا فإن الأجل محدود بكتابه الذي حدده رب العالمين !
السؤال
الا ترى معي ان الحسد يتجدد عندنا ويواكب التقنية !؟
يعني في الماضي
من الحرمان والجوع يحسدون بعض على الطعام والصحة ! والمطية ( الدابة .. يعني يحسد بعيره أو ناقته )
اليوم يحسدون بالطالعه والنازلة يحسد السيارة بدلا من البعير
ويحسد على الصحة
ويحسد على التعليم
ويحسد على الأبناء الخ
الحسد ما فيه حيلة
ياليت احد يحسد الحسد نفسه !
ولكن الحسد أزلي
فالحسد أخرج آدم من الجنة
حسده ابليس لعنة الله عليه !
وحساد اليوم اباليس متأبلسه !