«خلك… مطيع… سميع… لميع»

كان الموظف الكبير في الشركة يريد تأكيد إخلاصه لرب العمل والأخير أحد كبار الأثرياء. بحماس أخبره عن حرصه على اختيار الموظفين الأذكياء للشركة، رد الثري – بنزره- انه لا يريد أذكياء على الإطلاق، عندها اكتشف الموظف الكبير انه ليس ذكياً!، وإلا لما اختير قالها وهو يضحك، القصة قديمة، كلما شاهدت صورة لرجل الأعمال تذكرتها.
ما هي الصفات التي يرغبها رب العمل في الموظف أو العامل؟ الشائع قولهم الكفاءة والإخلاص، وهي كلمات مطاطة يمكن لك أن تصنع منها «مغاطاً» تتحزم به، او «نبيطة» تصطاد بها عصافير او تطرد بها غرباناً، في المدارس الأهلية ذات الرواتب الضئيلة، تسأل طالبة الوظيفة: تعرفين احداً في الجوازات؟، لك احد في المرور؟، وزارة العمل يقرب لكم فيها احد؟ «أحد… أحد»، هم يبحثون عن معقب بثوبها، رجل وراءها يمكن استخدامه رأس حربة في مقابل توظيف القريبة، من نوعية الطلبات يمكنك تخمين من يتحكم بإدارة المدرسة؟ أما المالك فلا تهمه سوى «غلة» آخر العام.
في البنك الأمر يختلف شكلاً، يحدد النتائج من أرسلك او من أوصى بك، اذا كان من كبار مجلس الإدارة أو المودعين فمرحباً بك حتى لو «ما تفك الرقم»، أما اذا هبطت من جهات «القبلة» فستوضع في المقلة.
أطرف و«أطزج» التوظيف يتم في شركات التأمين، تؤسس الشركات ثم تطرح «على العامة» يستعيد المؤسسون أموالهم وفوقها طبقة لذيذة من الكريمة، لأنهم اصحاب «المطرحة»، ثم يبدأون في ادارة أموال هي في حكم الفائض بالنسبة لهم، عندها تستقدم من الخارج كفاءات ليست كالكفاءات، قصص «توظيف» مضحكة في شركات التأمين ربما أتطرق لها بالتفصيل مستقبلاً.
أرسل لي أحد الإخوة قضية له مع رجل أعمال شهير، لن أدخل في تفاصيلها، يقول «من وجهة نظره» انه بعد ان جد واجتهد وعمل حسب الطلب، أسفار وسهر وتدقيق في العام والخاص، لم يحصل على حقوقه، ولديه المستندات، ما يؤلمه ان الأخبار الصحافية عن رجل الأعمال، رب عمله السابق، لا تتحدث سوى عن المنجزات والأعمال الخيرية. شخصياً لا أستغرب، في «البزنس» العظم اللين يكسر، لا مكان للعواطف خاصة في الغرف المغلقة.
حسناً…، من الصورة العامة أعلاه… ماذا يريد رب العمل من الموظف؟، انه يريده «مطيعاً سميعاً لميعاً» حتى ولو كان «دلخاً»، يقبل بكل الأعمال في كل الأوقات، أما حقوقه فهو وشطارته في انتزاعها… فلابد من الانتزاع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «خلك… مطيع… سميع… لميع»

  1. عبدالله كتب:

    مساء الخير.. أستاذ عبدالعزيز
    بقدر ما تتحفنا .. بقدر ما تحزننا !

    من واقع خبرة لأكثر من 15 سنه في القطاع الخاص؛ لا يسعدني أن أقول لك أن ذلك صحيح ( وأكثر من يدركون ذلك، هم القريبون من أرباب العمل ) ومن هو كذلك وليستمر معهم يجب أن يكون شعارة ” إربط ………. وين ما يقول صاحبه”!

    كنت أتمنى لو كان عنوان المقال/ موظف بالريموت كنترول

    تحياتي وتقديري… وشكراً على جهودك المقروئة بين سطورك

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    خليك سميع لميع مطيع .. افصل الامور شوية يابو احمد اذا تكرمت الله يرحم والديك
    سميع .. مجلس الادارة
    لميع .. الصحفيين الذين يترددون يوم 30 من كل شهر على رئيس المؤسسة
    مطيع .. موظفي المؤسسة
    اقسم بالله كأنك كنت قاعد معانا
    وشكرا

  3. M.dosary كتب:

    مرحباً استاذ عبدالعزيز
    كنا نظن أن القطاع الحكومي هو المؤسس للفساد الاداري والمالي إلا أن ما أثبتته التجربة في القطاع الخاص أنه يتميز بالقدرة على استيعاب الفاسدين ادارياً ومالياً , ولدى هؤلاء المستوعَبين من قبل القطاع الخاص قاعدة مهمة جداً وهي محاربة كل انسان لديه القدرة المعرفية في تخصصه ولديه ضمير حي.
    إن كثيراً ممن يعول على القطاع الخاص في رفع الكفاءة لدى الموظفين ويطنطن بقدرة القطاع الخاص على الربحية ونجاح المشاريع يقفون حجرة عثرة امام هذا المواطن البسيط , والمتنفذون في القطاع الحكومي يُقدمون دعماً لا نهائي لهؤلاء المحاربين لكل مواطن يبحث عن فرصة كي يعيش بكرامة.
    تحياتي وتقديري لك اخي عبدالعزيز

  4. أبو نايف كتب:

    على طاري الدلاخة الأخوة المستدلخين في المجتمع …رواتب وعايشين وواسطات
    وعادي
    الحياة تسير
    معاً نحو الاستدلاخ المعدل وراثياً .. المصنع في الصين ..لنتسرطن ونموت.

التعليقات مغلقة.