يمتاز مطار الملك خالد الدولي عن غيره من مطارات المملكة الرئيسية بوجود مكتب “تجاري” من القطاع الخاص لبيع التذاكر، هذا بلا شك خدمة “خاصة” لتنفيع أقصد لنفع الركاب المستعجلين، ولا يتردد موظف مبيعات الخطوط في المطار من أن يقترح عليك إذا كنت مستعجلا الذهاب للدور الأرضي والشراء من ذلك المكتب التجاري، وإلا فانتظر تلك الشبابيك محدودة العدد التي لا يعمل منها سوى اثنين ينشغل كل واحد منهما بالتناوب بالهواتف والوساطات الجانبية وكأن لا علاقة لهما برحلة على وشك الإقلاع وراكب لم يجد تذكرته، هل تعلم لماذا؟، لأنهم يؤمنون بالتخصص فهذه عمليات أرضية وتلك عمليات جوية وكل في تخصصه.
وإذا أردت أن يزداد بكائك من الخطوط السعودية فأعلم رحمني الله وإياك أنه لا يوجد لها مكاتب في مدينة الرياض العاصمة لخدمة الركاب سوى ثلاثة!؟، لا تستعجل انتظر قليلا، الأول في الحي الدبلوماسي يخدم شريحة معينة محدودة وله دوام واحد في اليوم، الثاني في مطار الرياض القديم يعمل حتى الرابعة وبعدد محدود من الموظفين،، الثالث والرئيسي في حي المروج وهو الوحيد الذي يعمل على فترتين وكل الضغط يقع عليه.
لكن من يحتاج مثل هذه المكاتب مع كثرة الوكلاء المعتمدين!؟، يحتاجها من يريد تغيير تذاكر أو خطوط سير أو الحصول على تخفيض مثل الطلبة والعسكريين ومرافقي المعاقين والمرضى، ومن لديه أوامر حكومية الخ…
وأنصح القارئ بوضع يده على مرارته حتى لا تتضخم أو تنفجر، بعد أن يعلم أن في مدينة القاهرة، مثلا، ثلاثة مكاتب للسعودية أما في جدة “أم الرخا والشدة”، فيوجد ستة مكاتب و”عين الحسود فيها تذكرة ذهاب إلى… بدون عودة”، ولا أقول أن الرياض المدينة هي العاصمة ولا أقول إنها الأكثر سكانا بين المدن حوالي الخمسة ملايين نسمة، لكن أقول إنها المحطة الأعلى دخلاً بين محطات الخطوط، يعني مسألة اقتصادية ربحية.
عزاؤنا أن مطار الملك خالد الدولي هو الوحيد ،حسب علم الراكب المغلوب على حجزه، الذي يتوفر فيه مكتب تجاري لبيع التذاكر، ويمثل هذا تزاوجاً فريداً بين القطاع العام والقطاع الخاص ، ومادمنا في سيرة هذا المطار الدولي فلا أنصحك عزيزي القارئ أن تضع عفشا على الطائرة عند سفرك إلى الرياض، والسبب أن وصولك لا يعني وصول العفش على الإطلاق، نعم قد يكون معك على طائرة واحدة لكن هذا لا يعني الوصول في الوقت نفسه، ولأن الحقائب لا أرجل لها، فسوف تنتظر ساعة كاملة لتحصل على حقائبك أو كراتينك، والمضحك في هذا المطار الدولي أن مواقع تسليم العفش قد خربت لوحاتها منذ زمن بعيد ،فلا تعرف هي تابعة لأية رحلة، لذلك تقوم بالتجول هنا وهناك وهذا في صالح صحتك بعد مكوث طويل على مقعد السفر وتباطؤ دورتك الدموية، لابد أن ذلك من ضمن إستراتيجية الخطوط لصحة الركاب، وإذا تعبت من التجوال وسير الحقائب لازال على حالة التجمد يمكنك الاستئناس برأي العمالة الأسيوية فهم من يدير العمليات ظاهرا على الأقل، كما يمكنك أخذ أية حقيبة تعجبك مع تحمل مسؤولية ما في داخلها خاصة وأن الجمارك لك بالمرصاد، ويظهر لي أن السبب هو الاسم الذي نطلقه على الحقائب والحاجيات، فهي عفش ولا بد أن تكون “معفوشه عفشا”، ولا أنصحك بسؤال أحد موظفي الخطوط، فإذا وجدت أحدا منهم.. إذاً.. فهو سيعتذر بضغط الرحلات وقد يقول لك أنه موسم الحج رغم أن الحج يتم إلى مكة المكرمة وليس إلى الرياض، وربما يقول إنه موسم الفقع..وقد يكون ذلك صحيحاً فهو موسم دائم لفقع المرارة، لكنها الخطوط التي تشكركم دائما على اختياركم لها، وهذه ميزة خاصة بها فمن ذا الذي يشكركم على اختياركم له في بلادنا!؟.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط