ماذا يريد هؤلاء؟!

هل تصدق عزيزي القارئ انه وبعد فترة طويلة من مواجهة السعودية للإرهاب، وتوالي موجات التفجيرات المجرمة والقتل الذي طاول مواطنين مدنيين، ورجال امن ومقيمين من جنسيات مختلفة، وبعد تدمير الممتلكات وترويع الناس، بعد كل هذا ما زال هناك في داخل البلاد من لا يعرف ماذا يريد هؤلاء؟ ما زال بيننا من لا يعرف ماذا يريد الإرهاب ببلادنا؟ مجموعات تفجر وتقتل وتدمر ماذا تريد يا ترى؟ يظهر أن الإجابة على هذا السؤال صعبة جداً حتى أن السؤال الضخم كان عنواناً لبرنامج تلفزيوني أذيع على الهواء مواكباً للتفجير الذي استهدف مبنى وزارة الداخلية، فهل يعتقد أن الإرهابيين يريدون المشاركة أو “المداخلة كما يقولون” في البرنامج؟!، وإذا ما تفحصت الأسئلة التي تطرح من مذيعين على مواطنين أو مشاركات هاتفية بعد كل حدث إجرامي، تجد أنها بعيدة عن حقيقة ما يجب أن يقدم، ويشهق المتابع أو يصاب بالغصة عندما يرى بعض من أناس يستثمرون هذا الظرف بانتهازية لا توصف، فيسأل المذيع رجل أعمال وحكومي سابق عن كيفية مواجهة هذه الأفعال، فيجيب بمطالبة الوزراء والوكلاء بدعم القطاع الخاص ومساندته. الله اكبر… يقول المثل الشعبي “كل يحوش النار لقريصه”، والمعنى في حشوة القرص، لكن هذه النار التي تشتعل بين فينة وأخرى هنا وهناك نار مروعة وحارقة، إنها ليست ناراً للخبز أو تجهيز الكبسة، فلماذا لا يراها هؤلاء إلا بهذه الرؤية المنفعية الضيقة؟ وبين رجل الأعمال “النموذج هنا” والذي يعرف جيداً ماذا يريد، نجد أن بعضاً من الإعلاميين، خصوصاً في القنوات التلفزيونية لا يعلمون ماذا يريدون، فتتناثر أسئلة هلامية بلا معنى، ويصبح الأمر اقرب إلى درس تعبير إنشائي بليد، مثيل لمطالبة المعلم التلميذ بوصف يوم ممطر، وتتحول البرامج “الحوارية” إلى مهرجانات للكلام المكرر، و”الحديث ذو شجون ولكن باختصار لو سمحت لأن وقت البرنامج قد شارف على الانتهاء”، وفي الغالب يقول كل المشاركين نفس الكلام أو الكلام نفسه اختر ما شئت. الحاجة لمعرفة ماذا يطرح ومتى يطرح ماسة، ولأن هناك إدارات وطواقم تصدت لهذه البرامج و”التغطيات” المباشرة، فيجب أن تحقق الحد الأدنى المطلوب، وننتهي من حشو المدد الزمنية بكلام مكرور فنحن في مواجهة حرب ضروس.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.