توصلت دراسة مصرية إلى ان 70% من المجتمع المصري يؤمنون بقدرة فنجان القهوة على قراءة الطالع ومعرفة أحداث المستقبل قبل ان تقع، ليس هذا فقط فالدراسة المدهشة التي نشرت جريدة الشرق الأوسط نتفا منها تشير إلى ما هو أكبر من قدرات فنجان القهوة الذي نسخر منه بقولنا زوبعة في فنجان!.
من نتائج الدراسة ان 47% من المصريين يعتقدون ان الميت الذي يتوفى يوم الجمعة لا يحاسب يوم القيامة!، وان من يدفن معه طفل لا يعذب في قبره، وان 85% من المترددين على المشعوذين هم من المتعلمين، هذه الأرضية الخصبة دفعت بالبعض لادعاء النبوة نعم النبوة، “اللهم صلّ على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وسلم”، أحد مدعي النبوة واسمه سيد طلبة يحاكم هذا الأيام بعد ان وصل عدد أتباعه إلى 17من المتعلمين، وهو يدعي ان الله سبحانه وتعالى أعطاه معجزة الشفاء بحق كلمة “كن فيكون”!!، لكنه مع ذلك لم يستطع ان يعالج نفسه من مرض الكذب، وقبل عام وصل عدد أتباع الشيخة منال إلى 250شخصا، وهي ادعت ان منزلها كعبة ومن دخله كمن أدى الفريضة!، طبعا الفرصة هنا نادرة فهي فريضة من دون تأشيرة ولا سفر ولا قرعة!، والدجل والكذب إذا ارتدى لباس الدين يصبح أشد خطورة وأكثر تغلغلا وتأثيراً، الدراسة التي أوردت هذه النسب المذهلة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية هناك، ليت لدينا واحدا مثله.. واحداً فقط يا “جماعة الربع”!؟، للأسف ان ما لدينا هو عدد من حملة الشهادات الذين يصرحون لوسائل الإعلام عن خطورة هذا وذاك من دون بحوث رفيعة المستوى وتغلغل في المجتمع، فإما أن يسرقهم البريق الإعلامي وتخدرهم ردود فعله الوقتية، أويلهون في العمل الإداري وينحصر همهم الرئيس في الوصول لكراسي أعلى، ولو كان لدينا مراكز بحوث اجتماعية يعتمد عليها لاكتشفنا إشارات كثيرة قد لا نصدقها عن أحوالنا بعدما ننظف “الميك اب” الإعلامي بقليل من البحث الرصين، الدافئ، .. وأزعم ان فنجان القهوة التركية أصبح تأثيره لدينا أقوى من فنجان قهوة المر، ومشكلة قهوة الهيل المرة انها لا تترك حثلا لزجا يلطخ جدران الفنجان البيضاء بسريالية محفزة، ليصبح مصدر إلهام لمعرفة الطالع.. والنازل، كما ان لونها الاخضر الفاتح لا يعطي مهابة الأسود، وتعود “شيابنا” للاسف على ان ينظفوا فناجينهم خلف مساند المجالس العربية، فلم يعرفوا أهمية الحثالة.. أقصد “الحثل”، ولهذا السبب لم يكتشفوا زوابع الفناجيل بعد ان قللوا من قيمتها، وزاد من تهميشها التعامل الفظ معها بذلك النفض قريب الشبه بالخض المستمر لفنجال القهوة العربية في ربط عجيب بينه وبين اللبن، في حين ان فنجان القهوة التركية يتم التعامل معه برصانة وهدوء بل بشيء من المهابة، وقد يكون بوجه أو بدون وجه وبثلاثة خيارات أما فنجان المر فله وجه وحيد.
والدجل والكذب موجودان في مختلف المجتمعات بأنواع وألوان شتى، لكن ادعاء النبوة في مجتمعات مسلمة وعميقة الجذور في الإسلام ومشهورة بعاطفتها الإيمانية القوية مثل المجتمع المصري، وتقاطر أتباع ومصدقين لذاك الداعي الكذاب رغم أننا في عصر العلم والنور وسهولة التحقيق والتمحيص أمر خطير، يدفع إلى تفتيش مجتمعاتنا الإسلامية لمعرفة إلى أي حد يمكن ان يسوق الدجل والكذب وهل من الممكن ان يظهر مثيل لمسيلمة الكذاب مدعي النبوة؟، ولم لا مع هذه الأرضية الخصبة.. لو ظهر لابد ان تكون قارئة الفنجان سكرتيرته، وللموضوع تتمة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط