“تسحيب” – 2

أكثر الناس يدفعون نقوداً لأجل المشاركة في السحب الحلم، حلم بسيارة صورتها كبيرة وملونة في الإعلان ويكتشف متأخراً أنها مجرد لعبة أطفال صغيرة. صديقي حصلت له حادثة طريفة فهو من محترفي السحب، وتساعده زوجته في كتابة الكوبونات، والحلم هو سيارة جديدة مثل فلانة وزوجها علان الذي ظهر في الإعلان، ذهب إلى أحد مراكز التسحيب أو التسويق، واشترى بما يكفل حصوله على عدد كبير من الكوبونات وسجل اسمه وهاتفه الجوال ووضعها جميعاً في الصندوق الزجاجي المخصص أمام باب المركز، وفي يوم من الأيام وهو يفاوض ورشة لإصلاح سيارته القديمة أتاه الحلم على طبق من رنين، اتصال هاتفي يقول فيه المتصل أنت فلان ولد فلان… مبروك لقد فزت بسيارة راجعنا بكرة، ولأن صديقي من جماعة “ربي أرزقني وعجل” فقد انشرحت أساريره وبادر بالرد على المتصل قائلاً أنه سيحضر حالاً، عملاً بمبدأ لا تؤجل فوز اليوم إلى الغد، نفض يديه من مفاوضاته مع الورشة وراح في أحلام وردية أهمها قراره ببيع سيارته “الخجما” خاصة بعد حصوله على سيارة جديدة، وفكر كثيرا في لون هذه الأخيرة، وصل إلى معرض السيارات الشهير قال له المدير لم نتصل على أحد؟، بل أنه لا يوجد سحب اليوم، أعاد صاحبنا الاتصال بالرقم فقال له الطرف الثاني: هل أنت مستعجل على استلام السيارة اليوم؟، فرد بنعم كبيرة، فطلب منه الصوت أن يذهب إلى فرع آخر في الطرف الثاني من مدينة الرياض، سحب صاحبنا يأمل في أن يكون هناك باب جانبي مفتوح وموظف ينتظره مع مفتاح السيارة الجديدة، ولابد أنهم قد أصدروا الاستمارة، هل دفعوا الرسوم أم سيدفعها هو، الأهم هو المفتاح فقد زهد في سيارته القديمة وأصبحت ثقيلة بليدة خردة. رد عليه الصوت قائلا أن الفرع أقفل قبل دقائق ويمكن له الذهاب إلى فرع آخر في طرف آخر من المدينة وسحب “ساحبنا” نفسه من دون يأس إلى الموقع الثالث فلم يجد أحداً وعندما اتصل بالرقم فاجأته قهقهة كبيرة، وإذا ببعض الشباب استطاعوا التقاط رقمه من وراء الصندوق الزجاجي وقاموا بتسحيبه يوما كاملاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.