بطالة

يحتاج وزير العمل الدكتور غازي القصيبي إلى الاستعانة بقدرات الدكتور الجراح عبد الله الربيعة.
 قد تقولون كيف؟
 فأقول والله المستعان أن الأخير اشتهر بنجاحه في فصل التوأمين السياميتين. ومن الواضح أن توأمة تجذرت بين القطاع الخاص وبين العمالة الوافدة،  ومنذ أن ولد هذا القطاع بصورته الحالية وهو يعتمد اعتماداً كبيراً على تلك العمالة، وبالإضافة للعلاقة العضوية هناك علاقة عاطفية، لهذا لم أستغرب أن تظهر الكآبة على وجوه بعض الحضور في محاضرة وزير العمل الأسبوع الماضي. ومهد الوزير لهذه الكآبة بالتذكير أن علم الاقتصاد علم كئيب، وساهم مخرج الحفل من خلال الشاشة الداخلية في الانتقاء والتركيز على بعض الوجوه فأصاب من حيث يدري أو لا يدري. والكآبة صفة لعلم الاقتصاد كما قال وزير العمل، وهذه حقيقة يعلمها كل من تخصص فيه، إلا أن الكآبة أيضاً صفة للذين لا يمكن أن يتنازلوا ولو قليلاً عن جزء يسير من فائض مكتسباتهم لأجل مستجدات ملحة ومنذرة بخطورة تتضخم كل ساعة. والذين يعتقدون أنهم في منأى عن الطوفان لأنهم في بروج مشيدة يخطئون في حق أنفسهم ومجتمعهم. أنفسهم مسؤوليتهم في المقام الأول أما المجتمع فهو مسؤوليتنا جميعاً. وعلى الطريقة السعودية تحولت المحاضرة في بعض فتراتها إلى سجال بين الرجال والنساء، ومن خلال الميكروفون أتهم كل طرف الآخر بأنه المسؤول عن تزايد عدد العمالة الأجنبية لعدم قيامه بواجباته، والحقيقة أن بعضاً منا لو وجد من يحك له أنفه وأعجبه ذلك لما تردد في استقدامه، ولن يمانع في الظهور على شاشة التلفزيون متذمراً من كثرة العمالة الوافدة والمواطن الكسول.
وتطرق الدكتور غازي إلى كثرة الدكاكين في بلادنا فتذكرت مقالاً كتبته قبل تسع سنوات عن مدن الدكاكين.
ويستقدم المواطن عاملاً للبيع في بقالة فيحتلها الأخير ثم يستقدم شقيقه بالإلحاح أو الاغراء، وتتعرف على سباك وبعد عام تجد أنه استقدم أبناء عمومته فصار لديه مجموعة  قابضة للسباكة. وهلل البعض لسعودة محلات الذهب فانتشرت ظاهرة “كل شي بريالين” وهي ظاهرة تثير علامات استفهام وتعجب. في المحل الواحد تجد ثلاثين بائعاً عددهم يزيد على عدد المتسوقين. وأكرر لمعالي وزير العمل ما قالته إحدى الأخوات: لتكن البداية  بالكبار فهم الأكثر تعلماً والأقدر تحملاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.