وجهان لعملة واحدة، التحريض هو الوجه الأكثر بروزاً وسخونة لظهور خطره واستدعائه الاستعداد والتحوّط. إنه وجه ناتئ مدبب مكشوف في الميدان، بشحنه العواطف يستفز الحواس داعياً للقلق، عداوته معلنة وإن استتر بأهداف قد تبدو نبيلة ورائقة، إنما الوجه الآخر الأكثر خطورة منه هو وجه التهوين، الأخير مستتر متخفٍّ مخاتل، يعيش وراء الجدران. التهوين أكثر ذكاء، فهو يستخدم جوانب حقيقية ليصرف النظر عن وجه الحقيقة، ففي هذا الوجه من قسمات ما يضره. بصفاته هذه يبعث التهوين على الدعة والخدر، يشيع الراحة في النفوس لتترك أو تؤجل مواجهة قضايا. التهوين نوع من أنواع المخدّرات النفسية إذا أحاط بالسياسي وصاحب القرار ظلله.
صحيح أن التهوين يستهدف بقاء الوضع على ما هو عليه، لأسباب تخص كل مهوّن… قد تكون فردية أنانية، في حين يستهدف التحريض قلب الأمور رأساً على عقب، لكنهما في المحصلة النهائية يلتقيان لتتحقق النتائج نفسها.
من التهوين التحجج بأن هناك مبالغات وتضخيماً، أي قضية تطرح يحرص التهوين على تحجيمها وحصرها بالضغط إلى أقل حجم ممكن إذا وجد في هذا الأسلوب نتيجة، «قال رئيس تونس السابق بن علي إنه سأل عن قضية البوعزيزي فقيل له إنها قضية بلدية بسيطة». إذا لم يرَ التهوين تحقق هدفِهِ يلجأ إلى التعميم، ليرتفع صوته «مغرداً» أن مثل هذا وأكبر… يحدث في كل بلاد العالم المعروفة وغير المعروفة، فالهدف هو بقاء الوضع على ما هو عليه.
ومن التهوين المخاتل التذرع بالقول إننا «أحسن من غيرنا»، وقد يكون في هذا جانب ولو ضئيل من الصحة، إلا أن المقارنة دائماً يجب أن تكون مع الأفضل لا الأسوأ، وإلا ما هو الطموح واستباق الحاجات، فذاك القول يدعو إلى الركون لنلحق بالأسوأ… تزحلقاً.
ومن التهوين القول «شفت طال عمرك ما صار شي»، وهو ما قد يتردد هذه الأيام بعد فشل المحرّضين في استغلال تطلّعات ونقص احتياجات، فتقرأ الرسالة في شكل خاطئ ضار، لغرض أناني ضيق الأفق في نفس المهوّن يحرص على قراءتها في هذا الشكل.
والمشكلة أن المهوّن بصفاته الناعمة وجو الراحة اللذيذ الذي يشيعه من حوله مقبول ومستجلب، فلا يبدو منه خطر وإن كمن فيه. يقوم – حتى عن غير وعي – بدور التسميد للأرض وتجهيزها ليزرع التحريض بذوره. قد لا يبدو المهوّن سيئاً بذاته، إنما الأكيد أن الإنصات له سيحقق نتائج بالغة السوء.
بارك الله فيك في إعتقادي كتابتك اليوم وضعت على الجرح مباشرة بدون أي معقم ,فعلا” التهوين نوع من أشد أنواع المخدرات لأن ضرره على الجميع وليس على المتعاطي فقط. وفقك الله وجميع المخلصين في بلدنا الغالي وعجل الله خلاصنا من البطانة الفاسدة فهم أساس البلاء .
يقولون الله لايغير علينا
نقول لهم الا الى الافضل
يقولون لالالا مانبي افضل من تسذا
مثل ذولا وش نسوي بهم
لايفكرون الا بانفسهم فقط فهم ليسوا منا
لان ليس منا من لم يهتم بامرنا
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
طيب اذ كانت المشكلة ان المسؤل يزعل ويبرطم اذا قالوا له الحقيقة
كما هي هذا المسكين ايش يسوي .. كله تمام .. كله تمام .. مافي
شئ .. هذولا اصحاب مصالح خاصة .. لاصحة لماذكر .. اتضح
ان الوضع طبيعي .. عبارات جاهزة عشان ينبسط المسؤل ويتخشش
لكن التهوين اخطر وانت صادق وماكل مرة تسلم الجرة والله يستر
يابو احمد بس .
مقال رائع . أشكرك