بعد عام من طرح مساهمة الفقع التي حققت نجاحاً مذهلاً، أعلن عن أرباح بنسبة خمسة وثلاثون في المئة، وعلى المساهمين الحضور حاملين معهم أوراقهم الثبوتية، وإذا حضر المساهم أجعله يختار بين أن يأخذ أرباحه مع رأسماله أو أرباحه فقط.
لكنني سأجتهد في اقناعه بمساهمتي الجديدة وهي أفضل وأكبر، ويتوقع لها أرباح أعلى، ألا وهي مساهمة الأرانب، وبالإقناع ستنضم غالبية المساهمين الأوائل إلى مساهمة الأرانب، برؤوس الأموال مع الأرباح طمعاً في عائد أكبر، وهناك تعامل خاص مع من يحضر، منهم مساهمون جدد، وكلما كان المستجد مقتدراً أو “كاش” كما يقولون، فهو على رأس قائمة الأفضلية، ومن أحضره سيكون “على يميني” في صدر المجلس، وهناك تفضيل خاص للنساء، والسبب أن غالبيتهن يستثمرن من دون علم أزواجهن أو أهاليهن خوفاً من استيلائهم على أموالهن، وهي ظاهرة معروفة في مجتمعنا، وكان الطفيليون على أموال النساء في السابق يتصيدون الأرامل الثريات، ثم تطور الأمر بعد انخراط أعداد أكبر من النساء في العمل إلى أموال الزوجات وإذا كن معلمات كانت الساعة المباركة. وجاءت البداية من بطاقة الصراف، اعتقدت بعض النساء أنها تابعة لدفتر العائلة، ثم تطور الأمر إلى كفالة الزوجة للزوج للحصول على سيولة عن طريق استدانة سيارة، والغرض طبعاً استكمال تشييد المنزل.
هربن من الأهالي ليقعن في حفرة المستثمرين، لذلك تجدون كثرة افتتاح فروع للنساء للمشاركة في المساهمات. وغني عن القول أن الأمور تغيرت وتطورت، في السابق كانت المساهمات تعقد في مكاتب عقارية بسيطة، على الأرض وحول “ترامس” الشاي والقهوة، الآن أصبحت هناك مكاتب فخمة مفروشة بالسجاد الشرقي ومقابض أبوابها مذهبة، وتحتل بنايات كاملة تصطف حولها سيارات المرسيدس ورفيقاتها الجميلة، وصار المستثمرون في هذا القطاع يوظفون شباب البنوك بدوام جزئي فأصبحت تقابل صنفاً آخر عالجه البنك لسنوات ليتخصص في الإقناع.
وحتى لا يدخل في ذمتي شيء أقول أنه ليست كل المساهمات على هذه الشاكلة، وهنا المشكلة، أما أسبابها فكثيرة أوردت على رأسها الطمع و”تكبير اللقمة” يتوجهما سوء الإدارة، وعدم وجود قنوات استثمارية مناسبة، مضافاً إليها ضعف الأنظمة الرقابية وطول إجراءات ملاحقة الحقوق، كل هذا وسط سور عال من صمت الجهات.. “المختشة”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط