حتى لا يكون الخبير… «خبيصاً»!

قرر مجلس الوزراء السعودي إحداث تأشيرة باسم «تأشيرة عالم أو خبير» تمنح من دون مقابل مالي للعلماء والخبراء الذين ثبت تميزهم في مجال تخصصهم، قرار صدر الأسبوع الماضي، وأهدافه لا شك نبيلة ومستقبلية.
ومن المهم التأكيد على شرط في القرار، «الذين ثبت تميزهم في مجال تخصصهم»، واسأل: هل لدى وزارة العمل التي ستتولى الموافقة القدرة على التمييز بين الخبير و»الهلاّس» والعالم من المتعالم؟
في الورقي فإن دليل العلم هو الشهادة، ومن المعلوم ما جرى للشهادات من تزوير وتزييف، ومنح واستمناح لمن لا يستحق… حتى من جهات أو جامعات معترف بها. يستدل على عدم الاستحقاق عدم قدرة الممنوح على تقديم شيء معتبر، وفي بلادنا صارت الشهادات سلماً للتسلق، ولولا حذر من الوقوع في الشخصنة لأوردت أمثلة لتلطيف جو المقال. ولا يعرف عدد الشهادات المزيفة والمزورة وتلك التي لا تستحق الحبر الذي كتبت به في السعودية لعدم وجود إحصائية أو مواجهة واضحة لذلك.
وفي العملي فإن الخبرة تحسب بطول المكوث على الكرسي أو الكراسي، وهذا لا يعني بالضرورة خبرة معتبرة. في القطاع الحكومي يمكن اعتبارها خبرة بالدهاليز والإجراءات، أما في القطاع الخاص فإن الفرز أصعب، بخاصة مع مجاملات و»شد لي واقطع لك» وحالة أقرب للفوضى، من هنا تأتي تأشيرة خبير مفزعة.
في صحيفة «الحياة» كتب الزميل عبدالواحد طعمة من بغداد أن «أكثر من 35 ألف شهادة ووثيقة لشخصيات في الحكومة العراقية، تحمل أختام وتصديقات جهات علمية وأكاديمية إيرانية، وتبين أنها غير معترف بها علمياً، لافتاً إلى أن الشهادات المزورة لم تقتصر على الأحزاب الشيعية».
وتابع: «هناك شهادات من الخارج تم تزوير تصديق دول عليها صادرة من جهات تعليمية عدة معترف بها في تلك البلدان ودول أخرى، مثل جامعة الأزهر في القاهرة، وشهادات مزورة صادرة من جامعات معروفة من دول خليجية ومن المغرب العربي أو لبنان» (انتهى).
والله وحده يعلم كم لدينا في السعودية من شهادات مزورة سواء صدرت من العالم المتقدم أو الثالث، أو كم عدد من يوصفون بالخبراء. وقد أوردت النموذج العراقي لأسباب توفر الإحصائية وكون العراق حالياً تحت النفوذ الايراني، والتجويف لتحقيق عمق النفوذ وتجذيره مهم، ومثلما هناك الدولة الرخوة فهناك الدولة المجوفة وهي تلك التي يتصدرها أصحاب شهادات لا قيمة لها عملياً، ممسكين بمفاصلها، فمن الظاهر «الله الله» ومن الباطن «يعلم الله»، هذا في الداخل، فكيف فيمن سيأتون بتأشيرة من الخارج ثم يفحصون من أولئك!
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على حتى لا يكون الخبير… «خبيصاً»!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الشئ المؤكد يابو احمد الله يبارك فيك ان ولاة امورنا والله يريدون الاصلاح
    لكن بالله عليك يابو احمد اذا ربنا سهل لهم ببشر يبغوا يستنفعوا ويرتشوا
    ويتكسبوا ايش العمل معاهم ستين مرة غيروا وبدلوا شالوا وحطوا .. يعني
    بالله العظيم يقوم ولي الامر يمسك شهادة هذا الخبير ويدور عليها يشوف
    هي مزورة والا محروقة .. خذ على سبيل المثال روساء الدول العظمى
    زي مايقولوا عليهم اوباما هو اللي بيخطط معقول للبلد لوحده ماهو ربنا سهلوا
    بشر يخططوا ويرسموا ويسوا ابحاث يعني هو اللي شايل الوضع لوحده
    لا طبعا .. لكن اقول وبالله التوفيق انه بعد الانتهاء من تحقيقات كارثة جدة
    راح تتغير امور كثيرة واهمها الاعلام الفاسد من اقلام صحفية وهي اللي
    جابت لنا البلاء والله يقوي من يكتب وينور طريقه دائما شكرا استاذنا

  2. جرير كتب:

    يعني يا ابو احمد بعد هذا القرار الشيخ المنجد سوف يكون عالم بدل مستثمر اجنبي

  3. سليمان الذويخ كتب:

    خلها على الله
    وزارة العمل والجوازات
    كل منهم يرمي على الآخر بمسؤولية العمالة ومخالفاتها ومخلفاتها !!

التعليقات مغلقة.