أزمات «الشماغ»

خلال الأيام الماضية أحدث «الشماغ» أكثر من أزمة، من الأكاديمي والإعلاني إلى السياسي، وتحوّل إلى نيشان للتصويب والتعليق.
الشماغ قطعة قماش يغلب عليها اللون الأحمر بدرجات مختلفة لا تعني شيئاً «اجتماعياً»، وهو أخو الغترة «البيضاء» من القماش، لا من الرضاعة. غطاء للرأس فرضت استخدامه حاجات بيئية. أما اللون الأحمر فلا أعرف له أصلاً، وإن قالوا جاء من الإنكليز Lن طريق العراق، وقيل أيضاً في سبيل الحطّ منه إنه كان مفرش طاولة طعام، وفي بعض البلدان يسمون غطاء الرأس ومنه الشماغ «حطَّة»، من حَطَّ أي وَضَعَ.
ميزة الشماغ أنك «وين تحطه تلقاه»، فهو أكثر سماكة من الغترة البيضاء. «صبور»، وله قيمة في البرد، وعلى رغم أن الرجال يرتدونه في بلاد عربية عدة، من السعودية إلى الخليج والأردن والعراق وحتى سورية، إلا أنه ارتبط بالسعوديين أكثر. وفي الأسبوع الماضي نشأت أزمة في الكويت بسبب قرار التلفزيون الكويتي منع ارتداء الشماغ، لأنه يشير إلى الجنسية السعودية أو غير كويتي، ثم ظهر وزير الإعلام الكويتي وألغى القرار واصفاً إياه بالتعسفي، مؤكداً أن الشماغ زي وطني كويتي. وهناك في الكويت فئة لا أعرف مقدار حجمها لديها مشكلة مع السعودية، تَظْهَرُ إشارات ذلك في الإعلام، ويصنفونها على أنها من حريته، والظريف أنك لا ترى في الإعلام السعودي شيئاً ضد الكويت أو «الكوايتة» على قولة إخواننا المصريين، وكأنهم «ما جابوا خبر». ولو فتشت تلك الفئة في تفاصيل «ثقافتهم» عن رموز وإشارات سعودية لهالهم ما يجدون، فحتى الأمثال المستخدمة يجري «تقيير» حروف فيها للتكويت، و «التقيير» بلهجة أهل الكويت تعني التغيير، ما علينا. ثاني استهداف للشماغ ورد في إعلان غربي عن البنزين، إذ يقوم سائق سيارة باستخدام خرطوم مضخة وقود عليها شماغ، يضعها في فتحة خزان سيارته ثم لا يستطيع سحبها، في حين يحسب العداد من دون توقف. أما الثالثة قبل هذه وتلك، فكانت عند بدايات الاحتجاجات في سورية، وظهور مقاطع مصوّرة لمتظاهرين سوريين على رؤوس بعضهم «أشمغة»، فانتهز بعضهم الفرصة ليقولوا إن سعوديين وراء التظاهرات السورية! وهو أمر مضحك. أما الرابعة، فهي كانت في الطائف… عندنا، حاضر أستاذ أميركي عن البيئة، محاولاً التفريق بينها في السعودية وأميركا، فاستخدم صورة لكلب من أميركا «مفرع» أي ليس على رأسه غطاء، ثم صورة أخرى لكلب من السعودية يلبس الشماغ، ليشرح الضرورات المناخية، فغضب بعض الحاضرين عليه وألغيت المحاضرة. وقيل إن السبب اختلاف الثقافات، وهو تسبيب غير مقنع. السبب عدم حصافة الإدارة، فلا أعتقد أن المحاضر تعمّد إهانة، إذ استخدم صورة خاطئة للشرح ولم يجد من ينبهه. لكن تخيل معي لو تم استخدام طاقية يهودية في إعلان أو على رأس حيوان، ماذا سيحدث؟!
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على أزمات «الشماغ»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    صحيح يابو احمد .. مشكلة هذا الوطن الحبيب انه مسوي مشكلة لمن لامشكلة له .
    اذا سوينا طيب .. صارت لنا مشكلة واذا ماسوينا وقلنا مالنا شغل سووا لنا مشكلة
    واذا تكلمنا بس مجرد رأي قالوا تدخل خارجي .. واذا مشينا بالتعليمات قالوا
    ملاقيف .. كبير دائما ياوطن وشكرا

  2. محمد كتب:

    فعلا رائت في احد زياراتي للعاصمة البريطانية (لندن) شماغ يستخدم كمفرش لطاولة طعام صغيرة تتسع لاربعة اشخاص
    كانت هذه الطاولة موضوعة داخل واجهة عرض (فترينه) خاصة بالازياء بين اثن-ين (مانيكان) ولا اعلم هل هذا نوع من الدعاية ؟
    عموما تسائلت وقتها : لماذا نضع على رؤوسنا مفرش طاولة طعام انجليزية؟ اليس نسمع دائما عبارة (شماغ انجليزي اصلي؟)
    وعجبي!!!

  3. ناهده عبد القادر كتب:

    اخي عبد العزيز الان اصبحت الاردن من دول الخليج المعروفه بوضها الشماغ على الراس وهدا الزي يتوافق مع نمط حياة اللبلدان الخليجيه المورفها ولان الاردن الان بعد ان اصبحت من دول الخليج هل ستطع الشماغ ونمط رجاله يكد ويشقه من اول النهار تحت الشمس حتى يبني بلده باكتافه وهل سيترك المشقه الي جنسيه غير الاردنيه حتى تقوم باعمالها المرهقه كل دول الخليج التي ترتقي على اكتاف الجنسيات الاسيويه واليسى باكتاف رجاله ؟؟؟؟؟ هل هي معادله صعبه او عقلي بقد الامور ؟؟؟؟؟؟ارجو الارد اخي العزيز وشكر لك

  4. حياك الله) أبو أحمد
    الله) يعطيك ألف عافية ..أستاذي الحبيب.
    سلمت يمناك ودمتم لمحبينك :

التعليقات مغلقة.