الأعداد الكبيرة من المتسولين في بلادنا، خصوصاً من أبناء اليمن أطفالاً وشبابا وشيوخاً، لا تسمح لك بتصديق انهم يأتون بواسطة التهريب، لأنه اتهام ظالم للعيون الساهرة على الحدود بعدم القيام بواجبهم وهو ما لم أصدقه إلى أن صرح المدير العام لحرس الحدود قائلاً أنهم يقبضون على خمسين ألف شخص كل شهر يحاولون التسلل إلى أراضي المملكة، كم يا ترى عدد الناجحين في العبور!؟ قائد الحرس توقع أن يكون سبب كثرة اليمنيين المتسولين هو تأشيرة العمرة المفتوحة.
هل يعقل أن تمنح التأشيرة لمن لا يملك مالاً للسفر والعودة والمكوث مدة التأشيرة!؟.
والأقرب أن تجارة التأشيرات تحولت من العمالة إلى التسول، ما كان قائماً أصلاً تم تغيير بسيط فيه، وأستغرب عدم تحرك سفراء الدول التي ينهمر منها هؤلاء المتسولون مثل الجراد للحفاظ على سمعة بلادهم وإيقاف هذه المهزلة، ويعتقد بعض المواطنين أن هناك “اتفاقات” حول هؤلاء وهو أمر لا أصدقه، فكيف يمكن أن يكون هناك اتفاق لاستيعاب المتسولين او العاطلين في بلد يشكو من بطالة شبابه؟ إلا أن الناس يبحثون عن تفسير ومع استمرار الصمت في القول والعمل لا بد من أن تظهر مثل هذه “التفاسير”، الصمت مستمر وفي جوارنا بلاد تلتهب فقراً وأخرى تلتهب حرباً والله المستعان.
إقامة مهرجان للتسول في بلادنا سيدفع هؤلاء إلى تطوير أدواتهم، فلقد مللنا من الصكوك والوصفات الطبية المزورة ودموع الأطفال الكاذبة. ربما يأتون لنا بأدوات جديدة لنحافظ على الحسّ الإنساني من التشويه بل ومن الإرهاب الاجتماعي، وأطفالنا الذين يتعلمون التسول كل لحظة.
كما أن المتسولين من المواطنين يمكنهم عند توافر مثل هذا المهرجان، تطوير أدواتهم، فهم أمام منافسة غير عادلة ولا شريفة لا تختلف عن المنافسة في الوظائف إلا بكونها أكثر قسوة.
ويمكنهم وقتها التسول علانية بفواتير الهاتف والكهرباء وتعذر سداد الأقساط، ويمكننا وضع الجائزة مبلغاً مماثلاً لما يستطع المتسول الحصول عليه في دورة واحدة على حضور المهرجان.
وربما تحدث مفاجأة ويقدم بعض المتسولين أنفسهم الجوائز أو يصرون على رعاية هذا المهرجان، فنكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح للخصخصة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط