“عشــــــتو”

طرح سؤال على مجموعة من المرشحين للانتخابات البلدية، وسأورد السؤال وإجابة بعض المرشحين حتى لا أطيل عليكم وبحسب خلفية المرشح الوظيفية.
السؤال يقول: ما هو أبرز معمار تاريخي؟
العمدة قال بأنه الأهرامات، والموظف الشاب المرشح أورد الجواب نفسه، أما المرشح المتسبب فقال أنه سور الصين العظيم، المرشح التاجر ذكر أنه جنائن بابل المعلقة، المعلم قال أنها ناطحات السحاب لأن الأهرامات قبور ولا ينتفع بها بحسب رأيه، إلى هنا والأمور معقولة لكن المرشح “الأستاذ الجامعي” عندما طرح عليه السؤال:
 ما هو أبرز معمار تاريخي قال أنه قصر المربع!
والاستنتاج متروك لفطنة القارئ، وهذا الاستبيان متوفر على موقع مهم عن الانتخابات يشكر القائمون عليه، فيه كم كبير من المعلومات للمهتمين بها وعنوانه:
http://www.alriyadh.gov.sa/election
وأطرح أسئلة على الأخوة القراء أولها يقول: كم نسبة من هدفهم حب الظهور و”البروزة” من المرشحين في تقديرك؟، أما الثاني: فما هي نسبة من يقدمون مصالحهم الشخصية على العامة وأولئك الذين حركتهم نوازع إقليمية أو قبلية خصوصاً في مدينة وطنية شاملة مثل الرياض.
وتجربتنا مع الانتخابات ضعيفة وما زال في الأذهان انتخابات هيئة الصحافيين ومجلس إدارة غرفة تجارة الرياض، الأولى كانت للمرة الأولى في تاريخنا وشابها ما شابها، لذلك أجلت أكثر من مرة وصار فيها أخذ ورد، ثم تم التصويت في احتفال مرتب لا ينسى. أما الغرفة التجارية فلها تاريخ وتجربة في الانتخابات لذلك استغرب المتابعون أن تتم انتخاباتها في هذه الدورة “سكتم بكتم” تختلف كثيراً عن انتخاباتها السابقة التي عايشت بعضاً من دوراتها، وكأن غرفة الرياض تتحرك في اتجاه مضاد لحركة المجتمع.
من هذا وذاك يمكن لنا توقع نتائج التصويت، والذي لن يخرج عن دائرة المال والقبيلة، ووعود أكبر من الإمكانات والصلاحيات من المساكن إلى الأنفاق، فلا جمارك على الكلام.
وعلى الهامش يمكن لنا اعتبار هذه الفترة الزمنية على أنها زمن “الكبسات”، وسيجد أهل “التعشيت” مبتغاهم في مخيمات المرشحين، وقد لا يحصلون من المرشحين إلا على أكوام الرز واللحوم، وربما تكون اللحوم من النطيحة والمتردية والعوراء البائن عورها وكل ما لم يباع في عيد الأضحى، لكن الثمن بخس فهو لا يتجاوز وعوداً بالتصويت واستماعاً لخطب فيها كثير من “سوف وجداً جداً”، وإذا كان “المعشت” ذكياً ولماحاً فيمكن له معرفة وقت “التقليط”، أي الدعوة لتناول العشاء، فيرتب وقت حضوره على أصوات بسط الموائد ويمكن له حينئذ إصابة أكثر من “مفطح” في ليلة واحدة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.