الزميل القدير الأستاذ عبدالعزيز الذكير أتحفني برسالة يعلق فيها على مقال “قارئة الفنجان بين يدي مسيلمة الكذاب”، وهو كما تعلمون مبحر في عالم سيدة لغات العصر الحديث، اللغة الإنجليزية وعاشق لها، والتعليق الظريف لا يخلو من خاطرة باحث بعد ان قرأ قارئة الفنجان، زميلي يعتقد دون جزم ان كلمة “هقوه” التي يستخدمها أهالي نجد والتي تشير إلى التوقع مثل قولهم “وش تهقى”؟، اي ماذا تتوقع يا أخا العرب؟، جاءت من الكلمة الإنجليزية “هاق”،hag، والتي تعني العرافة أو قارئة الحظ أو مستشرفة المستقبل، وهو أمر مثير للانتباه فبعد ال.. “ون إيت”، ,18، ألتي أصبحت “وانيت” وانتجت عائلة بل قبيلة من السيارات لدينا، و”الوايت”، الذي تحول إلى اسم لكل سيارة أو صهريج ينقل الماء، جاءت “الهقوة”، والزميل له مدرسة خاصة تعاكس ما تعودنا، فهو يلتقط ما استقر في لهجاتنا من الكلمات الأعجمية والإنجليزية خصوصاً ليعيدها إلى أصولها، لذلك هو ليس من مدرسة الذين حولوا شكسبير إلى الشيخ زبير، بمعنى هو لا يبحث عن فردوس لغوي مفقود إن جاز التعبير، فهو باحث رصين، ولا استطيع مهما حاولت ان أتخيل اذا ما اقتنعت “بهقوة” الزميل كيفية دخول هذه “الهقوه” إلى اللهجة النجدية خاصة مع معناها الانجليزي، بل إنني أتمنى ان يكون الامر مصادفة، لان للهقوة في تاريخنا شأناً، بل ان الذين قد يستغربونها الآن وهي مكتوبة لابد انهم رددوها مع المطرب محمد عبده في “ما هقيت ان البراقع”، وكثير من العشاق طوحت “الهقاوي” بأحلامهم ودونوا ذلك شعراً، ويمكن ان يفيدنا في ذلك الصديق الدكتور سعد الصويان فلعلنا نرى له مداخلة فيها إضافة تفيدنا وتعيده للمشاركة الصحفية التي ابتعد عنها، وإذا أردنا الجد فإنني اعتقد ان الأمر مصادفة، ويمكن للزميل ان يلاحظ بوادر اندثار استخدام هذه المفردة، انا على سبيل المثال لم اسمعها منذ زمن واعادني لها الزميل وتذكرتها وقد ارتبطت بأشخاص بعينهم، وإذا كانت العرافة موجودة لدينا فهي بالتأكيد موجودة قبل اللغة الإنجليزية، لكنها عرافة ذاتية فيها الكثير مما فقدناه من الاعتماد على الذات فقد كانت “الهقوة” هي وسيلة استشراف المستقبل، من وصول فلان من السفر إلى إمكانية هطول المطر، بعيدا عن المساس بالعقيدة أو تصنيم أشخاص عرافات أو قارئات فنجانين، ثم كان هناك نوع من التعاون المتراجع حاليا، فإذا لم تطمئن إلى “هقوتك” في شيء ما ممكن ان تسأل فلاناً قائلا “تهقاه”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط