منابع وذرائع

صعوبة الاتفاق على تعريف مطلق للإرهاب، كما أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد منصور التركي في تصريحه لـ”الحياة”، لا تعني أن لا تتم المحاولة وحث المشاركين في المؤتمر للوصول إلى نقاط يتفق عليها، من المهم أن الخروج بتعريف للإرهاب، لأن عدم وجود هذا التعريف، وحالة الغموض التي تلفه، دفعت دولاً وجهات لاتهام كل حركة ضد الطغيان والاضطهاد ووصمها بالإرهاب، وفي مقدم الممارسين للإرهاب ومستخدميه كذريعة لإرهاب أكبر..، الدولة الصهيونية، وهي أيضاً أول المستفيدين من هذه الموجة، وحققت بسببها ما لا يمكن ان يخطر على بال أكثر المتفائلين من جنودها.
وبسبب موجة الإرهاب انكفأت القوى العربية والإسلامية على ضعفها إلى الداخل وانشغلت بنفسها، وأصبح من يمتلك القنابل النووية وتاريخاً طويلاً من الاعتداء على الدول واللاجئين، يطالب ويضغط لضرب دول أخرى تحاول الحصول على هذا السلاح. ومن نافلة القول أن لا أحد يرحب ولا يرغب بوجود سلاح دمار شامل ليس في المنطقة فقط بل وفي محيط الكرة الأرضية، لكن من المثير للسخرية أن يعلو صوت الدولة الصهيونية وهي تحتضن هذا السلاح بمطلب من هذا النوع.
ومن المهم أن يحدد المؤتمر منابع الإرهاب ومصادر تغذيته العميقة بحثاً عن الجذور، هذه المنابع التي تستخدم كذرائع لإقناع الجماهير واستمالة الحشود أو إبقائها على الحياد في الحد الأدنى.
إن للقوى الكبرى دوراً في صناعة الإرهاب واحتضان جزء منه إلى عهود قريبة بل واستخدامه، ولشركات صناعة السلاح والدوائر الاستخباراتية في تلك الدول دور مصلحي واضح في إبقاء هذا الإرهاب على قيد الحياة، كما أن السماح والتغاضي عن استهداف الأديان كما يحصل للمسلمين والإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام في وسائل إعلامهم هو الإرهاب بعينه. وإذا لم يكن غزو الدول إرهاباً فما هو الإرهاب، هل لا بد من أن يقوم به أفراد وجماعات غير معترف بها ليسمى إرهاباً، وماذا يسمى عدم الامتثال لقرارات أجمعت عليها دول العالم في هيئتها المتحدة؟
ومن الإرهاب تمجيد القوة الغاشمة وتسويغ القتل وتعليم الأطفال عليه من خلال شركات انتاج الأفلام الدموية والألعاب الالكترونية بدعاوى الحرية والإبداع.
 إن تدمير العقول مماثل لتدمير الأرواح والممتلكات إن لم يكن أكثر خطورة وأبعد اثر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.