حرية «التطنيش»

«إن الهيئة لا ترضى بأي شكل من الأشكال، أن تمارس أي جهة حجب حرية التعبير، ومنع ممارسة النقد الموضوعي البنَّاء، وفق الأطر الصحافية المهنية المتعارف عليها».
تخيَّل أن قائل هذه العبارة هو أمين هيئة الصحافيين السعوديين! وأعجبتني «بأي شكل من الإشكال».. ربما القصد الأشكال الهندسية المربع والمثلث والدائرة و«المُعَين» والأخير له شروط، أما الداعي للتصريح فهو شكوى تقدمت بها صحيفة «عكاظ» للهيئة ضد الخطوط السعودية، لأن الأخيرة أوقفت توزيعها على رحلاتها بعد نشر الأولى انتقادات لخدماتها وإدارتها. أظن أن عبارة «بأي شكل من الإشكال» قيلت في شهر رجب لذا فلا عجب، والهيئة أثبتت مرة أخرى أنها هيئة المؤسسات الصحافية لا الصحافيين، هذه أول مرة تتحدث فيها عن «حرية التعبير»، وكان الأَولى أن تنطق بالصدق، فتقول «حرية التوزيع». وعلى فكرة «الخطوط» مشترك يدفع ثمن الاشتراك، فمن حقها أن تفعل ما بدا لها – على رغم اعتراضي على الإجراء – لكن ما دخل هذا في «حرية التعبير»، هل نتلقف عبارات ونكررها؟ لقد عايشت أنواعاً من الضغوط على الصحف والكتَّاب من جهات حكومية وخاصة و«تحريرية»، وهذه أول مرة تنتفض فيها هيئة المؤسسات الصحافية «بأي شكل من الإشكال»، في حين أعطت «أشكل» لكثير من قضايا حرية التعبير الحقيقية. لنترك حرية التعبير لأهلها، لنكن موضوعيين بعض الشيء ولا نطرح عبارات من العيار الثقيل، هناك بون شاسع بين جماعة حرية التعبير وجماعة حرية التمكين والتعيين والتطنيش.
***
يحتاج المحررون والمحررات العاملون في «الخدمات الإعلامية» وهو الاسم الحركي للإعلان التحريري، يحتاجون إلى بدل خطر، بعد الحادثة التي تعرضت لها محررة صحيفة «الرياض» أسمهان الغامدي، كانت أسمهان «تغطي» مهرجاناً ترفيهياً سياحياً فيه عروض لحيوانات مفترسة، فانطلقت الأسود من أقفاصها، وهجم واحد منها على المسكينة فأصيبت إصابات استدعت تدخلاً جراحياً، الحمد لله على السلامة، ربما هذا يحتِّم على المحررين العاملين في هذا المجال التفتيش عن وسائل السلامة وحسن الخدمات في هذه المواقع وإبراز السلبي والإيجابي على حد سواء، إلا إذا كان ذلك ليس «من حرية التعبير وممارسة النقد البنَّاء وفق الأطر الصحافية المتعارف عليها».
***
تراجعت إدارة «العاملات القادمات» في جوازات مطار الملك خالد خطوات إلى الوراء، عادت إلى العمل الورقي وظهرت كشوفات «الناجحين» ملصقة بدلاً من شاشات عطلت، وتم إيقاف الرقم الهاتفي الذي كان يرد آلياً على الباحثين عن معلومة، وتشير مصادر – لم يتسنَّ التأكد من دقتها – إلى أن مركز المعلومات قرر التطوير وأحضر أجهزة ونظاماً جديداً منذ مدة طويلة وتوقف عند هذا الحد. يظهر أن الأجهزة والأنظمة لدينا مثل «الرز البشاور» تحتاج لتعتيق.
خلال العقد الماضي ظهرت في سماء مجتمعنا الكثير من البالونات الملونة، وتحوَّل بعضها إلى مناطيد ضخمة قدرتها الوحيدة تكمن في الدعاية الذاتية ولا تحمل في طياتها سوى الفراغ، ومع ذلك الكل ينظر إليها ويبتسم.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على حرية «التطنيش»

  1. عقل وقلم كتب:

    للإنصاف علينا أن نرى الموضوع من جميع زواياه

    ماذا يجري
    ممكن نلخصه في النقاط التالية:
    الصحيفة تطالب بحرية التعبير
    الخطوط تقع في خطا أو فضيحة سمها ما شئت لكنها في كل الاحوال تستحق النقد والكتابة
    الصحيفة تمارس النقد وبشكل مباشر ولاذع …. وهذا من حقها
    الخطوط تمتنع من توزيع أعداد تلك الصحيفة على متنها… وهذا من حقها بنص الكاتب
    الصحيفة تطالب الهيئة بانصاف الصحيفة وحمايتها

    نقاط سريعة
    على الصحيفة أن تقنع أن خط التصحيح والنقد طويل ومرير وأن تتوقع ذلك ممن تنقدهم
    المشكلة تكمن في الحقوق المنقوصة
    لعلنا لو عرفنا أن الحرية التي نطالب بها لأنفسنا لا نترفع عن سرقتها من الآخرين وبالاخص المخالفين
    ولنشعر بذلك علينا أن نعرف أن اشتراك الخطوط وغيرها من المؤسسات الحكومية بالصحف هو أمر ملكي ملزم لا خيار ولا حرية للخطوط أو غيرها فيه
    إذا أين الحرية وحمايتها؟
    ألا يحق للخطوط أن تستمع بحريتها في الاختيار بين الصحف التي تشترك بها من عدمه!!!

    فعلاً إنها الحقوق المنقوصة بما فيها الحرية
    ولعل ذلك يصلح كعنوان لموضوع مستقل يتحفنا به الكاتب باسلوبه المشهور

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    هئية الصحفيين يابو احمد .. اه ثم اه ثم اه
    مانبغاها تسوي شئ سوى انها تخصص واحد واحد ماهو عشرة من ابو الف وخمسمائة ريال
    وماتخلي له شغلة الا يقراء مقالات العشرة الجرائد اللي تنزل .. عشان بس تقول لبعض الاقلام
    شوية حياء .. ويتابعوا الاقلام اللي تقول عن واحد مسؤل منتف عبارة ( اذا جاء ذكر الوطن تراه
    في اول الصفوف ) وهو يأكل الحرث والنسل .
    اختنا اسمهان الله يقويها تغطي كل شئ الا انها تغطي مهرجانات اسود ونمور .. نقولها غلط ياسيدي
    غلط غلطان تخلط مع البيبسي ميراندا والبقية معروفة ..
    ومايحدث في الجوازات نتيجة طبيعية لما يحدث في وزارة العمل ..
    والامر لله من قبل ومن بعد ..
    واحد جنبي يابو احمد .. يقول يعرف واحد مخزن رز بشاوري
    قلتله خليه يخلله .. زيه زي المراعي .. ابو متعب لطشهم امس وشكرا

  3. انا اعتقد ان من حق الخطوط السعودية ان تختار اي جريدة ولكن ليس بهذة الطريقة المخزية ولان الخطوط ناقل وطني اي ان كل سعودي لة حق فيها

    وثايا لو كل الصحف تحترم نفسها كان وقفت مع صحيفة عكاظ حتى يحفظون المهنية وحرية الصحافة وليس السكوت وانتظار مزيد من اعلانات الخطوط وزيادة الاشتراك

    والله بهذا الموقف صرت لا اثق بالصحف السعودية جميعا

  4. خطوط حمرا لا يمكن ان نتجاوزها ..!!
    حتى لو كان من حقنا ان ننقز من فوقها
    ^_^

التعليقات مغلقة.