تقدَّمَ الموقف السعودي المواقفَ تجاه الأحداث في سورية بخطوات. استدعاء السفير إجراء واضح على عدم قبول تعامل الحكومة السورية مع احتجاجات الشعب.
هذا إجراء فعلي على الأرض، وخطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز جاء مختصراً وواضحاً لا لبس في انحيازه إلى الشعب السوري ومصلحة استقرار سورية، وهو انحياز إلى الإنسان أمام الدبابات، إلى الجماهير العربية التي ترى الدبابات تقصف الأحياء السكنية، وتحدد الموقف بوقف إراقة الدماء، ونوعية التعامل مع المدنيين والإصلاح الجاد.
ومن الواضح أن ما قدمته سورية من معلومات لدول مجلس التعاون الخليجي (أشار لها وزير الخارجية السوري في تصريح له)، كانت معلومات غير مقنعة، وتتلخص في وجود جماعات مسلحة تقوم بالتخريب، وأن الآلة العسكرية تلاحقها. والذي يتابع التلفزيون السوري منذ اندلاع الأحداث يلاحظ الحرص على عدم ذكر أرقام الضحايا من المدنيين. الأرقام والأسماء دائماً تخص أفراد الأمن، والدول لها مصادرها الخاصة في الحصول على المعلومات، هي لا تستند فقط على وسائل الإعلام الفضائية ولا تبني مواقفها على ما يبث فيها.
بقيت إشارة مهمة اتضحت من خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز المختصر، وهي أن الموقف السعودي من التعامل العسكري للحكومة السورية مع الشعب لا يزال فيه بقية من أمل، وإن بدا طفيفاً، واحتمال وقوف هذا الأمل على رجليه لُيحدث تحولاً إيجابياً تقع مسؤوليته على أركان النظام في سورية، ومن المتوقع أن تبدأ الآلة الإعلامية السورية الداخلية وما يوجد منها في لبنان، بهجوم معلن، كان متوارياً تحت السطح. ومن أسوأ ما قيل، ما ذكره أحد الإعلاميين السوريين من دمشق على قناة «العربية» تعليقاً على بيان دول مجلس التعاون، إذ أشار إلى إمكانية سورية تحريك الشيعة في دول مجلس التعاون، وكأنه يراهم مثل الدمى بخيوط تمسك بها أصابعه، والذي يقصف شعبه بالدبابات لن يوفر -إن أمكنه ذلك- أيَّ تصرف يرى فيه مصلحته الضيقة، لكن لو دققت في خطاب خادم الحرمين الشريفين، لن تجد فيه سوى نصيحة حازمة، ورؤية واضحة، وتحذير من النتائج الوخيمة المتوقعة إذا استمرت الأحوال في سورية على حالها، فرضته مسؤولية أخلاقية وأخوية أيضاً، فهو لا يقطع العلاقة بل يبقي عليها، وهو يحتاج أكثر ما يحتاج إلى قراءة متأنية حكيمة من الحكومة السورية أكثر من موقف «ممانع» و «مقاوم» لمطالب الشعب.
إنه يحتاج إلى حزمة من التنازلات وقدرة على الإقناع بصدقيتها. لقد ولّى زمن الخطابات المطولة الإنشائية والاستناد إليها. لم تعد مثل هذه الخطابات تؤثر بعد انكسار جدار الخوف وتزايد عدد الضحايا وتهميش المدنيين منهم وكأنهم لا شيء يذكر.
متى نكف عن دس رؤوسنا في التراب و نعلم أن ما يحصل في سوريا و ما حصل و يحصل في لبنان و افغانستان و العراق انما هي حرب عقدية ، و لن يفيدك أنك انسان مسالم اذا جد الجد ، فإما أن تنتصر لدينك من الآن أو أن تظل شاة تجر لتذبح بدون كبير اعتراض منها
أهم وسائل الانتصار لله و دينه هي دراسة ديننا و التمسك به و البعد عن كل ما يضاده أو يرققه.
اتذكر موقف مخزي لأحد الكتاب و صاحب برنامج تليفزيوني حيث دعا بصراحة الى إثارة قضية قمع أهل الأحواز في ايران ليس نصرة للسنة منهم بل للمعاملة بالمثل مع ايران فإن توقفت عن تدخلاتها في المنطقة….؟