إعادة ترتيب العمل الخيري

الاهتمام الدولي والمحلي بمجاعة الصومال فرصة إيجابية لإعادة ترتيب العمل الخيري الحكومي والمؤسساتي الذي تضرر كثيراً من أحداث11 سبتمبر، كان الضرر كبيراً، كتبت – وقتها – متمنياً الاستفادة من خبرات سعودية متراكمة أجبرتها تبعات أحداث سبتمبر على الانكفاء، كانت الأمنية أن تجد هذه الخبرات مساحة للعمل الخيري في الداخل، بحيث لا يتبخر رصيد عقود من الخبرة، فنحن بحاجة لتنظيم العمل الخيري الداخلي أولاً وعدم الاكتفاء بمنظومة عمل وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات التي تشرف عليها. ومن الملاحظ أن لا تطور يذكر في أعمال تلك الجمعيات على الأرض، صحيح أن هناك خططاً وبرامج يعلن عنها من الوزارة، لكن الواقع لم يتغير في شكل ملموس، بل إن التبرعات الفردية هذه السنة كما وصلني من بعض الإخوة الناشطين في أعمال الخير انخفضت في شكل ملحوظ، والحاجة كما يعلم الجميع متزايدة.
لا شك في أن العمل الخيري في الخارج من خلال مؤسسات سعودية خلال العقود الماضية حقق نجاحات كبيرة، ولا شك أيضاً في أن أخطاء شابته من زوايا متعددة، منها سوء الإدارة والرقابة، إلا أن الاستفادة من تلك التجربة مهمة وإعادة تنظيم العمل الخيري في الداخل والخارج تحت جهة مستقلة فاعلة أمر حيوي، بعيداً عن البيروقراطية الحكومية بما يمثل ذلك من مرونة وسرعة استجابة للحاجات، وفي البداية يفترض أن تتم بترتيب أوضاع المؤسسات المجمدة ما لها وما عليها، ومعرفة الأخطاء وتلافيها. وحسن الاختيار هنا للرجال القائمين على تلك المؤسسات مع حسن الرقابة لا يقل أهمية عن بعثها من جديد. لقد فقدت السعودية ذراعاً خيرياً عالمياً مؤثراً بعد أحداث سبتمبر واستعادتها بفهم واستراتيجية جديدين يضعان الأولويات للداخل أولاً ثم للأقربين من المحتاجين دولاً ومجتمعات سيحقق الكثير.
***
هل تتحول ليبيا – ما بعد القذافي – إلى رافعة لاقتصاد أوروبا المترنح؟ الأرصدة مجمدة والقروض بدأت والمطالبات بتنفيذ الاتفاقات السابقة أعلنت على رغم أنها اتفاقات «قذافية» قبلت أياديه لأجلها ولم تقبل الأيادي وتفتح الأحضان بالمجان. إذا كان الغرب صادقاً في تدخله لمصلحة الشعب الليبي فلا يجوز أن يحمّله اتفاقات وقعها مع الديكتاتور.
***
أرسل لي الإخوة في منتدى مقاطعة مشاهد مصورة لعمال أحد المطاعم وهم يرمون الفائض من الأطعمة في حاويات القمامة، وهذا هو الرابط:
http://www.mqataa.com/vb/showthread.php?t=36505
الاقتراح بتقنين كميات الطعام للشخص الواحد في المطاعم الشعبية «مع خفض السعر» سيحقق الكثير لو تبنته وزارة البلديات والأمانات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.