صورة ظريفة لمجموعة من الأفارقة «متسدحين» و«شبه عرايا» أمام أجهزة الكمبيوتر النقال في عزبة أو استراحة «على قد الحال»، مؤكد أنها في بلد إفريقي والتعليق المصاحب لهذه الصورة يقول: «هؤلاء هم الذين يرسلون لك قائلين: لقد ربحت مليون دولار… أرسل لنا رقم الحساب»، وقد شاهدت في إحدى القنوات تحقيقاً مصوراً مع بعضهم وهم «يتواصلون» مع خلق الله في مختلف بلاد العالم، ضحاياهم للعلم حتى من الدول المتقدمة، وهم لا يختلفون عن أصحاب الاتصالات الهاتفية الذين يخبرونك بأنك مسحور أو ينتظرك مصباح علاء الدين؛ لأنه مكتوب باسمك وتحرسه أفعى ستتعرف عليك من أول نظرة، ومع هروب القذافي وأبنائه وأموال و«ذهبان» يقال إنهم يحملونها معهم من المتوقع أن تزداد الاتصالات والرسائل التي تطلب أرقام الحسابات البنكية للمساعدة في تحويل الأموال، و«الشرط أربعون»، وسيطلب لذلك إرسال مبلغ صغير «عربون» هو غاية المنى. وكلما سقط دكتاتور إفريقي ارتفع مؤشر هذه الظاهرة، فكيف مع سقوط ملك الملوك، حتى عندما سقط صدام حسين أيضاً تكاثرت الرسائل التي تدعي توافر أموال لا تحتاج إلا إلى حسابات نظيفة لغسيلها، ولا شك أن انفراط عقد نظام دكتاتوري استأثر بالأموال يجعلها تتناثر، كما لا شك أن مكتشفي الكنوز السائلة يتقاطرون على ليبيا الآن.
لكن هذه الظاهرة الإفريقية أساساً، غيّرها «البزنس» وتحولت إلى ظاهرة تسويقية وتجارية؛ فلم يعد استقبال مكالمة خارجية أو الرد على «إيميل» ينبئ عن احتمال وقوع في الخطر بل إن رسائل الجوال من شركات محلية يمكن وضعها في قائمة «شركات لا تستحي» أصبحت تنافس الأفارقة شبه العراة، فأنت دائماً تقع في دائرة الاختيار والعين عليك، وحظك الضارب في «العلالي» سيدخلك السحب على سيارة أو جهاز، وفي معرض التشخيص، لا التبرير، يمكن تفهم حيل الأفارقة مع فاقة يعانون منها يقابلها سذاجة أو طمع من الضحايا، لكن لا يفهم لجوء شركات فاضت أموالها إلى نفس الطريقة، ولو كنت متقناً للتقنية لوضعت صورة الأفارقة شبه العراة على جهازي وكلما وصلتني رسالة من شركة محلية «متسدحة» ألصقت صورة وجه رئيسها بدلاً من أحد الأفارقة!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
يعجبني في الأفارقة المتسدحين( مع العلم اني ماشفتهم):-
المثابرة والاستمرار والإصرار وبذل المحاولات المتكررة والرغبة في الوصول الى الهدف دون كلل أو ملل !!
بصراحة ،، لا بد من الاستفادة من الجانب الإيجابي في تجربتهم .. والا انا غلطانه استاذي ؟؟؟
استاذي العزيز
أوافقك الرأي في كبرى الشركات ومسابقاتها
واكبر دليل يدعم كلام كاتبنا الرائع على سبيل المثال:
مسابقة الحلم
حروف والوف
حسبة سريعة عشان تشترك في المسابقة ترسل 5 رسائل * 5ريال = 25
شوف كم مشترك في العالم العربي نفترض ان المساكين والسذج والغير البالغين اللي معاهم جوالات تقريبا 1مليون فقط حيكون الناتج 25.000.000
هذا على اقل تقدير وعليكم الباقي
بصراحة لابد من وقف لهذا الاستنزاف وأكل أموال الناس بغير الحق( ولكنه بشكل قانوني لدى مؤسساتنا الاعلامية والقانوينة)
الله المستعااااااان
ياخي اما شركات الاتصالات فحد ث ولا حرج اخر موقف حصل لي اني في رمضان جائتني رسالة اشترك في رسائل عن الصحة وبالخطأ صارو يرسلون وما صدقوا وابغى الغيها ولحد الان ما احد يرد على سنترالهم وان جميع المأمير مشغولون الان والحسابه بتحسب ، ارسل رقم 1 قالوا جددنا اشتراكك ارسلت رقم 1 ونفس الرسالة جددنا اشتراكك ، مع الاسف كنا نقول شركة واحده وتستغل الان ثلاث شركات ومع الاسف المواطن مستغل من قبلهم ، وياقلب لاتحزن .
اسف على الاطالة