“الدش” أو جهاز استقبال القنوات الفضائية مثل السكين يمكن استخدامه على وجهين أو ثلاثة، أمثلة كثيرة يمكن سردها هنا، لا تغيب عن فطنة القارئ، ولكننا أمام كل جديد نتجمد ونصاب بالذهول، ليس لبعضنا معه إلا المنع مثلما يفعل المرور في بعض الشوارع و”خلهم يركضون ويدورون”.
هنا حادثة عجيبة ينطبق عليها المثل الشهير “شر البلية ما يضحك”.
وقبل سردها عليكم أحذر كل زوج وزوجة من شريك حياته، فقد يأتي يوم ويستخدم أحدهما ما في عش الزوجية مما اتفقا على استخدامه ضد الآخر، عملاً بالمبدأ الانتهازي “اللي تغلب به العب به” ، والقصة التي أرويها لكم صدر فيها حكم قضائي.
والملخص أنه نشأ خلاف بين زوج وزوجته لأسباب متراكمة ووصل الأمر إلى ترك الزوجة بيت الزوجية لسنة ونصف السنة، ولديها من زوجها ثلاثة أولاد أكبرهم بنت عمرها سبع سنوات ونصف السنة.
أقام الزوج دعوى قضائية ضد زوجته يطلب فيها حقه في حضانة أولاده، وأورد أسباباً منها أن زوجته تعمل في وظيفة تستلزم دواماً طويلاً.
وفي جلسة ثانية جاءت الزوجة ومعها سلاح فتاك وأخبرت القاضي أن في منزل زوجها “دشاً فضائياً” يؤثر في تربية الأولاد ولذلك فهو لا يصلح للحضانة، وسأل القاضي الزوج عن صحة ذلك فاعترف بوجود “دش” يعرض القنوات العربية فقط! وقال إنه لا يعلم إذا كان عند الزوجة دش هي الأخرى، فجاء حكم القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض على هذه الشاكلة (فبناء على ما تقدم… وبما أن المذكور من الأولاد الذين تقل أعمارهم عن سبع سنوات والبنت عمرها يزيد على ذلك والمدعي أقر بوجود “الدش” في بيته وأنه يعرض القنوات العربية، وقد عرف وعلم واستيقن ما تعرضه هذه القنوات من أفلام ومسلسلات تؤثر في أخلاق أولاد المسلمين وتجرهم إلى الانحراف ومجانبة الطريق المستقيم، وبما أن البنت غالب وقتها في البيت فهي بلا شك ستتأثر…وبما أن الحضانة ينظر فيها بالأصلح للطفل المحضون فقد صرفت النظر عن دعوى المدعي بعدم استحقاقه للحضانة وحكمت) انتهى.
وفقد الزوج حضانة أولاده جميعاً بسبب “الدش” على رغم أنهما استمتعا به سوياً يوماً من الأيام، وعلى رغم أنه علم بوجود “دش” في منزلها، وكأن دش الزوجة يختلف عن دش الزوج، وما زال الزوج يركض في دهاليز المحكمة منذ سنتين من دون بصيص أمل.
فاحذر عافاني الله وإياك عزيزي القارئ من أن تطلب منك زوجتك شيئاً ثم تستخدمه ضدك، فالحكم بيد “الدش” وعلى المتضرر مواصلة الركض والدوران.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط