ثروة من الصور

من المعادلات العسيرة على الفهم والحل – ويتم تداولها على مختلف المستويات – هذا الإنفاق الكبير والمشاريع الضخمة في البلاد مع ازدياد نسبة الفقر وعدم «إحساس» الجمهور بمختلف شرائحهم، عفواً!، بل القطاع العريض من شرائحهم، «بشيء ملموس يصل إليهم، مع ضخامة الإنفاق. إنهم يرون عناوين في الصحف وازدحاماً مع تحويلات وأتربة في الطرق يبخل فيها المقاول حتى بـ«لمبة» تحذير مناسبة تتناسب مع أهمية حياة الناس وقيمة العقود، طبعاً لا يستطيع المرء حل هذه المعادلة بسبب «المجاهيل» فيها -على وزن المغاتير -، فهي متعددة، لذلك يلجأ إلى التخمين. إن الإنفاق يصل إلى فئة قليلة، وأكثره يذهب إلى الخارج، وقبل أكثر من عام. قال أحد المتخصصين في ندوة للإنشاءات إن أكثر من 80 في المئة من كل ريال يصرف على قطاع الإنشاءات يذهب إلى الخارج. قوبل رأيه بنفي لحظي وشفهي مقتضب، من دون وضع رقم مقابل، ولم يحضَ هذا الرأيُ بنقاش مستحق من أصحاب المسؤولية. النتيجة أمامنا الآن تثبت صحة ذلك الرأي.
ومن العجيب أن السنوات الماضية حفلت بالكثير من المناسبات الاحتفالية والبرامج والأفكار والصناديق التي أعلن عن قدرتها على حلب العصافير وتوفير الوظائف والعيش الرغيد، ولم نلمس نتائج لأكثرها، بل إن بعضها ثبت فشله من دون إعلان رسمي لهذا الفشل.
لكن ما يعزّينا هنا أننا – وخلال تلك الفترة – حصلنا على ثروة من الصور التذكارية، مع جهابذة وشخصيات عالمية في السياسة والاقتصاد والتنمية والتطوير، من مهاتير محمد إلى محمد يونس، مروراً بغرين سبان، حتى بيل كلينتون وبيل غتيس صاحب «مايكروسوفت». صحيح أنني «أنا وياك» لم نصور معهم، لكن هذه الصورة التذكارية بمنتدياتها المبهرة وخطابات ألقيت فيها ورؤى وتوصيات تشكل شاهداً وجزءاً من ذاكرة التنمية، ربما هو الجزء الرئيسي والوحيد الذي شاهدناه أمامنا، ومنها ومن النتائج نستقي وندرك قدرات مسؤولين لدينا على الاستفادة من الصور مع أصحاب التجارب الناجحة أكثر من تطبيق تجاربهم.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على ثروة من الصور

  1. abdulhamid abdulkarim كتب:

    هذا الصحيح ندوات وورش عمل وانتدابات (صيفيه ) على قدم وساق ومليارات تقدم على الواقع اللمم وشوية بهرجه والمليارات تحول للخارج لصالح اصحاب الشركات الكبرى وجزء لصالح حسابات الوسطاء والله المستعان .

  2. سليمان الذويخ كتب:

    حتى في الأندية ، بعض الهوامير ربط انجازاته بالتصوير مع لاعب عالمي ممسكا بالفانيلة !

  3. الاخ عبدالعزيز سلمه الله لن تنفع الصور لانها لم تلامس واقع المجتمع ولم يستفد من حركها . يجب علينا تقديس التاريخ لنه شاهد على ذلك

  4. علي كتب:

    أمّا مسألة عدم إحساس الجمهور بشيء ملموس يصل إليهم، مع ضخامة الإنفاق … فأنا اختلف معك ، معاناة الجمهور من ارتفاع اسعار كثير من السلع و المنتجات لضخامة الانفاق دور كبير فيهاز.
    زيادة الانفاق تتسبب بارتفاع الطلب .. و ارتفاع الطلب يتسبب بارتفاع الاسعار … و ضحايا ارتفاع الاسعار هم المواطنين البسطاء و من في حكمهم. فالحكومة وكبار المسئولين و متخذي القرارات و كذلك شريحة الاثرياء هم الذين قد لايشعرون بشيء ملموس يصل اليهم !!

    قرار زيادة الانفاق له تبعات و تأثيرات كبيرة على الاقتصاد ككل … و كان من الواجب تهيئة الظروف المناسبة لاتخاذ قرار بمثل هذه الاهمية …و كان يجب دراسة تأثير زيادة الانفاق على توفر السلع و اسعارها !! كما يجب التأكد من وجود الحد الأدنى من القوانين و الحد الأدنى من الرقابة كي لا تخرج الامور عن السيطرة

  5. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    اول شئ وقبل كل شئ ماله احد شئ عندي وخلي اللي يقول يقول الله يسهل له بقلة في دماغه ..
    اليوم استاذي تقدر تقول معزوفة تقدر تقول سيمفونية تقدر تقول معلقة تقدر تقول اغنية من
    اغاني فيروز.. تقدر تقول نسمة هواء مع هتان خفيف وبراد شاهي بالحبق والدوش والنعناع
    المديني وقدامك شريك حار مع جبنة بلدي وعسل ..اما الصور التذكارية يابو احمد انا اشوف
    انه الواحد يتصور مع نفسه ساعه وهو متمدد ومتصلقح على السرير وساعة وهو خارج من
    البيت حفيان الله يعزك ويعز من يقراء وساعة وهو يتناقش مع جماعته فين يبغوا يروحوا
    يتمشوا في الجو الزمهرير اللي بره والا يسافر ويسمع التحذيرات حدثوا عناوينكم عشان
    المخاطر .. اربطوا الاحزمة اذا رجعت الطيارة الكلتش معلق عند الكابتن .. والا الكابتن
    اخذته نومة .. نومة الصالحين .. والا يتصور جنب الولد وهو جايب الشهادة ومعاه طلب الرسوم
    للسنة الجديدة بزيادة خمسين في المائة والا يتصور احسن له وهو يخاطب وبكل رقة راعي
    الوايت يخفض سعر الوايت .. الصور كثير بس انت يابو احمد ياسيدي اشر نتصور مع مين
    واحنا جاهزين والغداء جاهز وشكرا

التعليقات مغلقة.