المستثمر الذكي… «من وين»؟

هل يمكن الحديث عن الادخار في مجتمع أغلب أفراده أسرى لقروض البنوك؟.برز السؤال أمامي وأنا أتصفح على الإنترنت أعداداً من مجلة «المستثمر الذكي»، وهي مطبوعة للصغار تصدرها هيئة السوق المالية. تخبر المجلة قراءها أن المستثمر الذكي هو من ينفق أقل مما يكسب ويستثمر الفرق.أرجو ألا يكون القصد استثمار الفرق «إن وجد» في سوق الأسهم، وتحت إشراف هيئة السوق المالية، لأنه سيتبخر سريعاً، مخلفاً حسرات وخسارة، منها خسارة الثقة التي تقول هيئة السوق المالية إنها تستثمر فيها.الحقيقة أن المستثمر «الصغير» الذكي، لا يقع في حفرة وقع فيها «والده أو عمه و خالته»، والمستثمر الذكي لا يكتتب في شركة توافق هيئة سوق المال على طرحها بعلاوة إصدار غير مستحقة، بحسب القيمة الفعلية لموجوداتها، ولا شركة «ضُبطت» ميزانياتها خلال سنوات أخيرة بعمليات تجميل أظهرت أوراماً حسبها البعض شحوماً.لو كانت هيئة سوق المال تريد أن تُخرّج لنا دفعات من المستثمرين الأذكياء لأصلحت من حال فحوصاتها لشركات وافقت على طرحها، و«سنّعت» من حال التعاملات في السوق، فهاهنا أصل وفصل الثقة فيها.كان يمكن للهيئة أن تشترط على من يتعهد بتغطية اكتتاب ما أن يكون من المؤسسين، والتعهد يعني القناعة بالجدوى والقيمة، وجحا أولى بعلاوة أو شحم ثوره أو ثور يمتدحه، ولكانت أطالت من مدة بقاء المؤسسين دون بيع حصصهم، وراقبت ذلك مع حد أدنى معتبر لا يمكن التصرف به.والثقة هنا ركيزتها الأساسية. كانت هذه الفئة من الناس تعتبر نفسها من المستثمرين الأذكياء، فوقعت في الفخ. ومجلة الصغار تلك تعلم مُطَالعيها التعامل مع البنوك، آلات الصرف ونقاط البيع وغيرها، وهي مهمة تأخرت مؤسسة النقد في القيام بها منذ عقود، لعدم اهتمامها بمصالح الناس… العاديين!. منذ إدخال التقنية البنكية للبلاد، لم يُضغط على البنوك للاستثمار في توعية الجمهور، بل تم استثمار جهلهم أو عدم معرفتهم. يُنظر إليهم كمودعين لا غير، والأخطاء هم من تحمّلها، وتم دفعهم قسراً للتعامل مع البنوك.من العجيب الحديث عن مستثمر ذكي في مجتمع لا تشجع مؤسساته المالية والاقتصادية سوى على الاستهلاك و الاقتراض الاستهلاكي.لا اعتراض على مجلة من هذا النوع، بل لها حاجة. إنما الاعتراض على الازدواجية ونقص القادرين على إصلاح ما جُرّب وثبت خطؤه، فمع تبعثر مدخرات الناس تلاشت الطبقة الوسطى، وتكاثر الفقر! للمستثمر الذكي في بلادنا شروط، الغالبية الساحقة من الناس لا تتوفر لديهم؟.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على المستثمر الذكي… «من وين»؟

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    أستاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اليوم الكلام مغطى بثلاث لحف وسبعه بطانيات اذا ماخاب ظني واذا كان صحن الفول لعب
    بعقلي اي استثمار ياسيدي الله يبارك فيك يوم المؤشر نازل مائتين ويوم طالع خمسمائة
    جانا حول الله يجيرنا واحنا نطالع فيه والحرامية يعاقبوهم غرامة خمسمائة ريال وهئية الفساد
    أقولك رصيف مستشفى صبيا ماخلص له سبعة سنيين واحنا نقول شفيق ياراجل وأقول
    يابو احمد خلينا في صحن الفول يستأهل فمك ومع الشريك ماراح تقدر تغمض عنيك وشكرا

  2. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    الله يرحم ايام التوفير والادخار يوم كان الناس يحفظون ماتوفر عن حاجتهم عند كبيرهم او من يثقون فية وتشغل في السوق ولوكان العائد متدني خير وبركة .
    اليوم مركز المدينة لاتجد فية مواطنين من الجنسية الى ماندر والاعمال في يد هندي وسندي ويعطي انطباع للزائرين عن كسل العامل المحلي وعدم رغبته بالعمل

التعليقات مغلقة.