القلب على الطماطم

تأثرت السيدة هيلاري كلينتون وأسفت على إهدار الطعام. وزيرة الخارجية الأميركية علقت على رمي موكبها بالطماطم في أحد شوارع القاهرة قائلة: إن هذا مؤشر إلى تزايد الحرية… والقلق! إنها غير غاضبة من الموقف الذي تعرضت له، «وما أسفت عليه حقاً هو ضياع الطعام على الأرض»، ذكرت «سكاي نيوز عربية» ذلك التصريح عن كلينتون بعد وصولها إلى تل أبيب قادمة من مصر. ولم تحدد كلينتون سبب القلق المقرون بالحرية الذي شاهدته أو وصفته، لن يستغرب أن يكون هذا القلق ناتجاً من زيارتها، وتوابع محتملة لهذه الزيارة. لكن قلب الوزيرة الأميركية الذي أسف على إهدار حبات طماطم لم يتحرك فيه عرق أو شعيرة دموية واحدة، حينما قامت بزيارة تاريخية لبلد تقام فيه مجازر ضد المسلمين. السيدة كلينتون كانت في ميانمار قبل أيام، ولم تعلق بكلمة واحدة على ما يحدث من مجازر بشعة للمسلمين هناك، بل إنها قالت شيئاً آخر لرئيس ميانمار: «أنا هنا لأن الرئيس باراك أوباما وأنا متشجعان للإجراءات التي اتخذتموها من أجل شعبكم»، وحتى من باب اللياقة أو حتى الخجل أو حقوق الإنسان التي طالما غردت بها واشنطن، لم يتم الاهتمام بتوقيت الزيارة الذي وافق المجازر ضد السكان المسلمين، بل وصفت من رئيس ميانمار بالزيارة التاريخية لكسرها جموداً في العلاقات عمره خمسة عقود، وهي في ما يبدو إعادة تأهيل «عالمية» للسلطة هناك.
يمكن لنا وصف السيدة كلينتون بسيدة الطماطم، الأخيرة لديها أهم من شلالات الدماء. تذكر الأولى ويتم التغاضي عن الثانية، ولا أتوقع أن الإخوة المصريين قاموا برمي موكبها بثمار طماطم صالحة للاستهلاك الآدمي، فالطماطم لا تستحق هذا، وهم يقدرون النعمة. عينا وزيرة الخارجية الأميركية اللتان تجاهلتا دماء آلاف البشر في ميانمار مع حرص على «الطماطم»، أكملتا رؤيتهما لما يحدث في المنطقة، ففي المؤتمر الصحافي المشترك مع الحليف الاستراتيجي إسرائيل قالت إن التغييرات في المنطقة «توفر فرصة لتحقيق الأهداف المشتركة»، وإلى هنا وهي صادقة. أما الكذب فيأتي لاحقاً حينما تكمل التصريح، محددة الأهداف بـ «الأمن والسلام والديموقراطية والرخاء لعشرات الملايين من سكان المنطقة»، والحقيقة أنه مع هذا الحلف الاستراتيجي لا أمن ولا سلام في المنطقة إلا لإسرائيل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على القلب على الطماطم

  1. الاستاذ عبالعزيز سلمه الله
    لم يكن اهدار النعمة السبب بالتصريح ولكن ترديد اسم مونكا ( عشيقة كلنتون ) ذكرى لأيام بائسة في حياتها الزوجية والاجتماعية…
    زيارة ميانمار هي تشجيع لمايحصل للمسلمين من تنكيل وقتل وممكن انهم يخططون لنقلهم لدولة اسلامية اخرى ….

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استااذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الله يسامحهم الطماطم هذه اليومين غالية اذا ماهم زي منتظر الزيدي مافي فائدة
    الشبشب اقوى واصدق ويوجع الله يعزك ومن يقراء بس يكون قديم وشكرا

التعليقات مغلقة.