دفعني خبر صغير نشرته الزميلة عكاظ إلى تغيير مقالة اليوم، الصغر في المساحة المخصصة لا في أهمية خبر عن حياة مرضى وراحتهم، قالت الصحيفة إن الشؤون الصحية بالمدينة المنورة ممثلة في مستشفى الملك فهد تجاوبت مع ما نشرته، وأصلحت نظام التكييف المتعطل منذ أسبوع، العطل حدث في قسم الكلى وعنوان خبر عكاظ الأول كان «تعطل أجهزة التكييف يفاقم حالة 60 مريضاً في كلى المدينة». إلى هنا والأمر عادي «التعطل والتفاقم» مما تعودنا عليه ولله الحمد والمنة، لكن في آخر الخبر اتضح أن أحد موظفي الصيانة هو من قام بشراء قطعة الغيار المطلوبة من حسابه الخاص، لتنال الشؤون الصحية وإدارة المستشفى «ثناء» الاستجابة!
هذا بيّن لنا الفرق بين الموظفين، فالكبير منهم في وجه الإعلام، أما الصغير فهو في وجه المدفع، وقصص الموظفين الصغار الذين يدفعون من جيوبهم كثيرة، وخلال تنقلي بين وظائف هنا وهناك، اكتشفت أن بعض صغار الموظفين من المراسلين والسعاة يصرفون من جيوبهم على مديرين لهم، مثلما يدفع بعض السائقين من جيبه في زحمة المقاضي للعائلة، ويستحي من طلب الفرق، صحيح أنها من النثريات، لكنها مع تعدد حالات الدفع تصبح ثقلاً على المحفظة الضعيفة أصلاً.
في جانب «ثقافة…استجابت» تشبه جهات حكومية بعض الصحف، علاج نتائج التقصير أو القول بذلك يلغي البحث في أسباب نشوئها وكشف المتسبب!، ليتحول التقصير إلى إنجاز بالشراكة… المستدامة!
ولو اختارت صحيفة عكاظ عنواناً للخبر يقول: «موظف صيانة في مستشفى الملك فهد يدفع من جيبه الخاص لإصلاح التكييف» لوضعت النقاط على الحروف، ولكان الخبر أكثر جذباً للقراء، لكنها في ما يبدو ضربت «كم عصفور» بخبر، جاملت الشؤون الصحية بقولها استجابت، ونوّهت بدورها «هي» في إصلاح التكييف، وهو حق لها، وأيضاً ربما حمت الموظف من التوبيخ والمسائلة لتجاوزه نظام «إيش دخلك؟» وهو نظام غير مكتوب يستخدم عند الحاجة. طبعاً بقاء مرضى كلى أسبوعاً كاملاً من دون تكييف ليس من دخل أحد!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
أستاذنا وحبيبنا ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يرحم ابوك في الجنة ونعيمها مرة واحدة اكتب لنا عن فوائد الحلاوة الطحينية
والله راح تشوف وتسمع ناس يدعوا لك من وسط قلبهم بدل الغم والهم اللي مكتوب
فوق لانه يابو احمد مشكلة المشاكل ان البشر ماهي عمياء زي الاول العالم صارت
تقراء وتسمع اخبار وجاء الزفت تويتر كمل الناقص لو احد كح والا عطس سمعوا
صوت الكحة في ساعته سمعوا عن استقالات سمعوا فلوس بالكومنولث تنصرف
سمعوا عن ميزانيات بالمليارات لكن على الطبيعة مامسكوا الا الهواء وبداء يتزفلط
من اياديهم بس كمان عشان لاتنفقع المرارة والا واحد وهو يقراء المقال يصيبوا
كارثة مرة واحدة اكتب لنا عن الشئ اللي يزبط الامور وخليةالعالم تكبر المخدة
وشكرا
سيدي العزيز عبدالعزيز
يمكن ان “الاخ” الذي حور العنوان يعلم جيد ان الغالبية العظمى لن يقرأ الا العنوان..؟ وتترك تفاصيل الخبر له “هدف”.
والاعلام لدينا….؟ يبي له….؟ ا
تحياتي