تظهر نسبة لا بأس بها من القادة الساسيين العرب على شاشات التلفزيون في حالتين إما وأسلحة بين أيديهم أو وهم يلوحون بقبضاتهم، وتظهر الجماهير العربية أيضاً بنفس الحالة باستثناء استخدام السلاح، التلويح بالقبضات والعبارات النارية هي أيضاً سمة من سمات المنظمات الفلسطينية، الضعف يرفع الصوت أحياناً وإعلان رغبات الانتقام لا تعني القدرة على القيام به، لكن الإعلام الغربي يستثمر هذه الصور بما يحقق أهدافه وبتعاسة إعلامنا العربي أقصد بالتحديد القنوات الفضائية التي تحولت إلى مدافع مائية للتراشق وتصفية الحسابات، هذه القنوات لم تستطع فعل شيء يذكر، والجميع شاهد الرئيس الأمريكي على شاشات التلفزيونات وهو يطالب شارون بالانسحاب حالاً من جنين، لم يحدث الانسحاب الإسرائيلي بل حدث انسحاب أمريكي وتراجع كبير لم يحدث مثله علناً منذ أن وعينا على أحوالنا في العالم، مثل هذا المشهد تقابله الدبابات الإسرائيلية يلخص لنا الوضع ويخفف وطأة اللهاث السياسي العربي ذهاباً وإياباً إلى واشنطن، هذه هي الحقيقة يا سادة مجردة من حفلات الاستقبال والتمنيات الطيبة، في المقابل لا تجد ساسة دولة العدو الصهيوني يلوحون بالأسلحة هم دائماً يتحدثون بهدوء عن السلام ومحاربة الإرهاب في حين انه يخبئون الخناجر المسمومة وراء ظهورهم، وأعجب من حال بعض الفاعلين السياسيين الفلسطينيين فهم ما زالوا يتحدثون بلغة الستينيات، وعند أية مقابلة تلفزيونية تجدهم يخطبون ولا يتحدثون، انهم ينسون أنفسهم ويحاولون تحريض جماهير الشارع التي لازالوا يعتبرنوها كوادر وطلائع وأشبالا من غير فائدة اللهم إلا زيادة في الاحتقان والشعور بالضعف، كل هذا يتم استخدامه بذكاء من الإعلام المعادي، وما زلنا نتابع كثرة بث صورة الرئيس صدام حسين وهو يطلق النار من بندقية لم تصب رصاصتها في الحقيقة إلا العرب، وعطفاً على موضوع كتبته عن هدايا الساسة العرب لقادة الغرب نبهني قارئ كريم إلى ولعنا بإهداء الأسلحة التذكارية فهي على الشاشة تبقى أسلحة وفي المخيلة تبقى أسلحة ولو كانت عبارة عن تحف وهي سلاح مهم لعدونا في تأكيد أن جيناتنا الوراثية هي جينات إرهابية وترسيخ ذلك في العقلية الغربية، وصديقي القارئ يقترح هدايا من نوع آخر ليس منها طائر الحمام ولكن صور المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون بأسلحة أمريكية وهدم منازلهم بدبابات أمريكية هي أفضل الهدايا التي يمكن أن تقدم لهم لاستثارة الضمير إن وجد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط