عن تالا والقثامي … وقنديل انطفأ

لا نستفيد من مآسٍ تصيبنا، في جريمة قتل الطفلة تالا الشهري بينبع لا يتوقع نشر تحقيق رصين يكشف أسباب إقدام الخادمة على هذه الجريمة البشعة، ينتهي الأمر عند الحكم، والصحف ذكرت الكثير، وقليل منه مفيد، فيحلو للبعض جلد ذاتنا بتكرار الحديث عن سوء التعامل مع العاملات، حتى الآن لم يثبت شيء من هذا ولا غيره في هذه الجريمة، وحين تكون أمام قضية مثل جز رأس طفلة بريئة لا يمكن إلا أن تبحث في تفاصيل التفاصيل، هل أصيبت القاتلة بلوثة جنون أم هي رغبة انتقام، ونحن لا نعرف – في الواقع – الكثير عن من نستقدمهم، ولا نعلم سوى نزر يسير عن مجتمعاتهم، كل ما لدينا هو «هل سبق لها العمل؟ والعمر والديانة». كانت مأساة مركبة، في الظل انصرف الإعلام عن مأساة أسرة القنديل، توفي الأب في الحادث المروري ولحقت به طفلته، ولم نرَ مسؤولاً يقوم بواجب العزاء والتخفيف على أسرة فقدت والدها وابنته. عن عمد وإصرار قتلت الخادمة الطفلة تالا وساهمت في إزهاق روحين بريئتين رحمهم الله جميعاً وعظّم أجر ذويهم.
في جانب آخر يؤكد عدم الاستفادة من حوادث وأخطاء تبرز قضية وفاة العريف الغواص نايف القثامي أحد رجال الدفاع المدني، غاص الشهيد لإنقاذ طفل سقط في بئر، انتشل الجثة وحينما بلغ الفوهة حدث ارتباك في الآليات ليسقط فاقداً الوعي ويتوفى في مياه البئر، بيان الدفاع المدني عن الحادثة جاء مرتبكاً. قبل أعوام تعددت حوادث سقوط أطفال في آبار بالمدينة المنورة، ضغط الإعلام فصدرت تعليمات بردم الآبار، هل المدينة بعيدة عن مكة المكرمة فلا تستفيد الأخيرة مما حدث في الأولى؟! أم أن «تجزر» الأجهزة الحكومية أصاب الجهاز الواحد نفسه؟ ثم كيف يسمح الدفاع المدني لـ400 شخص بالتجمهر حول موقع الحادث ليتم الحديث عن التدافع؟ ألم تكن هناك دوريات ومرور يستعان بهم لإبعاد المتطفلين؟ أليس هذا من بديهيات حماية مواقع الحوادث؟ ما أكثر ما نتفاخر بالحديث عن التجهيزات ولا يأتي ذكر للخبرات وحسن الإدارة ولا المساءلة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على عن تالا والقثامي … وقنديل انطفأ

  1. بطاح كتب:

    كلامك في غايه الروعه …اتمنى ان يجد اذان صاغيه كي نتجاوز تلك المشكلات ولن يكون ذلك الا اذا كان المواطن بالفعل محل اهتمام

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يابو احمد صادق والله انها مأساة .. لكن ماتشوف الله يسلمك يشوف حل لموضوع
    العاملات المنزليات اللييدفع المواطن فيها دم قلبه وثلاث شهور وتمسك الباب والمواطن
    حرمته تمسك في حلقه وشكرا

التعليقات مغلقة.