مهرجان السعودة

بحث رجل الأعمال عن نظام للسعودة يسترشد به، ولم يجد سوى بضعة تعاميم من الغرفة التجارية،وهكذا أصبحت الصحف هي المصدر بل المرجع النظامي المتاح لرجل الأعمال السعودي ويكاد يكون المصدر الوحيد. من المهم وجود نظام واضح سلس وسهل التفسير، يبين واجبات رجل الأعمال وحقوقه، إذا كانت السعودة استراتيجية ومسألة لا تراجع عنها وهو ما أعتقده وندعو له جميعاً، ولا أشك أن غالبية رجال الأعمال ليس لديهم مشكلة معها، إذا لم تتعارض السعودة مع مصالحهم، لذلك يجب التعامل معهم من هذا المنظور، وتيسير التطبيق يأتي بتوفير الكوادر القادرة على التنفيذ والتي تملك مساحة من المرونة والوضوح وسهولة الرجوع لنظام يحكم بين الأطراف، كما أن إقفال الشبابيك الخلفية التي يلجأ لها بعض رجال الأعمال خصوصاً في الاستقدام واجب ومسألة هامة لأن هذه “التسريبات” تنخر في مشروع السعودة، وإقفال الشبابيك الخلفية يمكن بالقضاء على أسباب نشوئها وإيقاف المستفيدين منها، لأن النتائج السلبية ستعود على الجميع، ويسر لي رجل أعمال عن أن القطاع الخاص لم يتوقع الجدية في التطبيق لقضية السعودة، ولم أستغرب ذلك لأن كثيراً من القرارات لم تطبق، وأعتقد أن بعض الأجهزة الحكومية المعنية بالتطبيق لم تتوقع الجدية هي أيضاً!؟، وكانت أسواق الخضار ميداناً للتجربة، لكن الأمر أعم وأشمل بل إنه أصعب وهذه حقيقة، لذلك لابد من وجود نظام واضح للسعودة يسترشد به، ولابد أن يعتمد هذا النظام على فلسفة أكثر وضوحاً، ومن المهم التعريف بأنها ليست سياسة إكراه ولا جبر بل هي مشاركة في حمل المسؤولية وهي مشاركة واجبة سيشعر بوجوبها رجل الأعمال إذا وجد وضوحاً واطمأن أيضاً أن أموره وقضاياه لا تتعقد لأبسط أمر وأنه لا يضطر للجوء إلى الشبابيك الخلفية للحصول على حق له، ويستطيع أي مراقب أن يستشف مما يحدث حالياً في مسألة تطبيق السعودة أن الرؤية للقضية هي رؤية قصيرة الأجل كأنها سحابة صيف ننتظر أن تمر بفارغ الصبر، هذا الاستنتاج مبني على ما شهدناه في مواجهة عقبات تقدم سياسة السعودة، المطلوب التعامل معها على أنها دائمة، وسوف تستمر معنا قضية السعودة وقتاً طويلاً جداً، لا يعني هذا تخويفاً بقدر ما يعني المطالبة بالوضوح في مواجهة القضية، ومن العجيب أن لا يجد رجل الأعمال مرجعاً لنظام السعودة إلا من الصحف، رغم أن أبسط الأمور هو إيجاد مركز للمعلومات لأنه مشروع، دعوني أقول مهرجان لأن لغة المهرجانات هي اللغة المفهومة الآن وهي الموضة، وأسميه مهرجاناً للتوضيح فقط فهو لا يحتاج إلى حفلات ولا مطربين، ولكنه بحاجة إلى إعلام وإقناع وترويج وابتعاد عن الغموض وسهولة في الحصول على المعلومات.