وللرخاوة ثمن!

من ينسى محاولة «توطين» الباعة في أسواق الخضار؟ حينها قامت العمالة الأجنبية و«مافيا المباسط»، باستئجار شباب بمبالغ بخسة يقدمون في الواجهة، كان الواحد منهم يقف أو يجلس «متلطماً»، لا علاقة له من قريب أو بعيد بهذا العمل، أصبحت العملية منظمة حين تسلمها القطاع الخاص الأكثر سمنة، نشط في استغلال الأوراق الثبوتية الرسمية، جرى استغلال المعوقين والنساء والصغار، المهم رقم سجل أو بطاقة أحوال.
أول ما بدأت ظاهرة البطالة جرى التهوين منها، عوملت رسمياً برخاوة عجيبة، نشرت تصريحات لرجال أعمال من الغرف ومجلس الغرف ضد التوطين، كان فيها من المقاومة والممانعة ما لا يجرؤون الآن على إعادة قوله!
لنسأل أنفسنا سؤالاً بسيطاً: ما هي أدوات الرقابة لدى وزارة العمل للتأكد من أن الأرقام التي تصلها دقيقة؟ وأن الوظائف حقيقة، مع ضعف مراقبين ليس لديهم سوى سجل «التسديد» في التأمينات الاجتماعية، بل إنه لم يتم الربط إلا قبل فترة بسيطة، لذلك لا يفاجئني خبر نشرته «الاقتصادية»، يذكر أن 47 ألف موظف حكومي من رجال ونساء وبينهم عسكريون مسجلون كموظفي قطاع خاص في التأمينات! حتى الرقم الآخر الذي يردده وزير العمل كعنوان نجاح لـ«نطاقات» – أي توظيف 380 ألفاً – لا يمكن التسليم به، الذي يسجل موظفي حكومة في منشأته ماذا سيفعل بمن هو جالس في بيته من الجماعة؟ انظر حولك وكم «حبيب» طلب منك الفزعة بصورة من دفتر العائلة؟
حسناً من الذي تضرر في القطاع الخاص؟
الذي تضرر هو الملتزم بالأنظمة، لأن المراوغ ترك له الحبل على الغارب، ولك أنموذج، إجراء وزارة العمل في قضية 47 ألفاً لا يتعدى إيقاف المميزات عن تلك الشركات فقط لا غير.
الوزارة نفسها أخبرت عن «رؤيتها» حين جعلت جزرة التأشيرات جائزة «نطاقات».
الملتزم بالأنظمة والمتفهم لقضية البطالة هو التائه، لأن العابث لا يراد ردعه كما يجب لينافس بقوة، والواقع أن لدينا قطاعاً خاصاً وقطاعاً خاصاً جداً، في كل شأن هناك نظام سريع ونظام زاحف! ليستمر مسلسل استثمار المشكلة على مراحل لكل مرحلة أدواتها ووفرة أرباحها. العلة ليست في القطاع الخاص فقط بل في من يراقبه برخاوة من دون تمييز بين الصالح والطالح.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على وللرخاوة ثمن!

  1. ahmdx كتب:

    يعجني طرحك
    سوق الخضار مازال على “حطت يدك” والمصيبة أن هنالك مزارع مدعومة من الحكومة يديرها وافدون بالتستر , اما التجارب فقد فشل بعضها مثل “الكباين” وتجربة سعودة سيارات الاجرة

    وما أسميها السعودة الوهمية كانت ومازالت قائمة , أعرف شخصيا شاب سعودي يعمل في احد المستودعات براتب 3000 بوظيفة “ديكور”

    وباختصار

    نظام الاقامة >> يقف ضد الهدف الحقيقي من تواجد الوافدين
    التوجة التنموي >> لا يحقق رغبات المواطنين والعاملين في القطاع الخاص خصوصا والعاطلين عن العمل
    “أخلق مشاريع تخلق وظائف”

    أشكرك على الموضوع الجيد واتمنى أن تتقبل مداخلتي

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تدخل حلقة الخضار الله يبارك فيك اساسا لافيها تنظيم ولافيها نظافة ولافيها متابعه
    لا من بلدية ولامن وزارة عمل .. واساسا كل الجهات اللي ذكرتها استاذنا بعد الساعه
    اثنين ونص ولاعندك احد .. قابلت واحد من جنسية اسيوية يشتغل في بسطة فاكهة
    في الليل بعد صلاة العشاء في حلقة الخضار وفي العصر في بقالة وفي الصباح
    في مطعم ولكم الحكم وشكرا

  3. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    ماهو دور مركز المعلومات الوطني ؟وهل بطاقة الهوية الوطنية فقط التعريف بالشخص امام الادارات الحكومية لاستخراج رخصة قيادة او جواز سفر .
    الخلل في بطاقة الهوية الوطنية وعدم تفعيلها يضر بالجميع .

  4. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    “ظهر الرواية باردة” الرواية= ساقية الماء , تبلل ظهر الساقية من تساقط الماء من الوعاء فوق رأسها .
    والرفلا….بالكاد تصل بماء الى دارها …؟
    وأرقام ومعلومات الصادرة وقرارات وزارة العمل ….. تذكرني بقصص وأفلام “الخيال العلمي”..؟

    والمشكلة ألاكبر فى الصحافة البليدة التي لا تناقش هذه الارقام بشكل تحقيقات .
    فأصبحت الوزارة تفحط بالارقام “ما حولك أحد” … والشباب ينشرون …!
    380 الف رقم ضخم ..؟ معالي الوزير كيف وصلت لهذا هذا الرقم ؟ وش معنى ما قلت 400
    وبحكم وجود هذه القائمة فى قاعدة معلومات الوزارة هل يمكن تزويدنا بهذة القائمة بكامل معلومات الموظف والمشأة وأرقام الاتصال..؟
    والتحقيق الصحفي؟…سيجد هذه القائمة…..تخرخر…ليس لظهرها فقط…….., بل الى أسفل قدميها؟

    تحياتي

  5. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    أتمني أن أكون مخطئا…

التعليقات مغلقة.