«وين عمالك؟»

الذي يبحث عن وظيفة ليس بالضرورة يبحث عن عمل! هناك من ترسّخ في ذهنه أن الوظيفة لا تعني سوى «المرتب»، وربما شيء من الوجاهة ومقدم مهر الزواج.
أما العمل فمسألة أخرى، ومن هنا يأتي اهتمام شريحة كبيرة بالوظيفة الحكومية أكثر من غيرها، هذا بالطبع ليس السبب الوحيد، فالوظيفة الحكومية أيضاً تعني استقراراً وظيفياً أفضل من وظائف القطاع الخاص. وللبحث عن عمل لا بد من البحث عن فرص، والاقتراح أن يتحد عمل وزير «العمل» مع وزير «التجارة» في اجتماعات لتحديد العقبات التي تقف أمام توفير الفرص التجارية. هناك مجالات واسعة في العمل التجاري تحدُ منها متطلبات لا ضرورة لها مثل شهادات أو مقار عمل، و«حزمة» من الأوراق وبإشراف جهة لا تشرف على شيء!
بعض هذه المتطلبات صورية، فإذا عرفت أحداً بشكل ما تستطيع تجاوزها. لكن ليس بمقدور كل أحد أن يعرف أحداً… هناك!
أيضاً لمواجهة التستر لا بد من تناغم الأداء ووضوح الأهداف بين وزارتي التجارة والعمل. مهم في البداية تأكد وزير العمل من متانة وزارته في قضية التأشيرات، وهل تذهب إلى مَنْ يستحق؟ بمعنى تحديد الثقوب والتعامل معها حتى لا تتحول الوزارة إلى ماكينة استقدام، وبعدها يأتي السؤال، عنوان هذا المقال:«وين عمالك؟»
كل التأشيرات مرّت بوزارة العمل ولديها – في ما يفترض – سجّل لكل منشأة، وكل صاحب عمل يعلم أين عماله وجاهز للإجابة، إلا من ينثرهم في الشوارع، فلا يراهم إلا حين استلام النصيب قبل أيام من تجديد الإقامة، ويأتي بعد هذا دور فرز استغلال «بلاغات» الهروب للحصول على مزيد من التأشيرات. يمكن تحديد عدد بلاغات الهروب والنظر في زيادتها عن الحد المعقول!
ولمزيد من تهيئة السوق وترتيبه، على وزارة العمل مطالبة مجلس الوزراء بسرعة إقرار تعديل الفقرة الثانية من المادة (39) من نظام العمل، والتي «أراحت» الوزارة من مسؤولية ملاحقة العمالة السائبة والهاربة، فرصة للوزارة تتأخر في الركض بها إلى المجلس والإلحاح عليه لسبب لا نعرفه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «وين عمالك؟»

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    الضغوط التي على المرحوم غازي بن عبدالرحمن القصيبي رحمه الله من القطاع الخاص والاعلام في تطوير واحلال الموظف المحلي بالقطاع الخاص تجاوزها الفاضل عادل فقية ويحتاج للدعم الاعلامي في عمله من الجميع .

  2. ـ مسألة التناغم بين وزارتين أو حتى إدارتين في القطاع الحكومي أمر فيه نظر فهو أحد أسباب تأخر
    الأداء الحكومي وكأنك تراهم يمثلون دول متناحرة .
    ـ من أهم أسباب فشل التوظيف في القطاع الخاص هو ليونة وتراخي الرقابة على الاداء في القطاع
    الحكومي الامر الذي جعل من الباحث عن وظيفة في القطاع الخاص يبحث عن إلتزام أقل وأمان أكثر .

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    تصدق يابو احمد انا خير شر مااحب هذا وزير العمل .. لكن في اليومين
    الاخيرة سامع نغمة جديدة.. فيه ناس تقول اصبروا عليه وان شاء الله
    يجتاز مرحلة صعبة .. وماني فاهم ايش الموضوع وشكرا

التعليقات مغلقة.