يقع من يدير برنامجاً مباشراً في مطبات يعرفها من له خبرة في العمل الصحافي، أبرزها الكذب! كذب متصلين أو وسطاء. وفي مجتمعنا فنون من الكذب، من أشدها زيفاً وخداعاً الاتصال بدعوى إعلان التبرع لحالة إنسانية معروضة على الهواء!
إذا أعلن التبرع مباشرة فإن المتبرع «إلا من رحم الله تعالى» حصل على ما يريد، الأضواء سلّطت على اسمه، ثم تبدأ رحلة طويلة لتسلّم التبرع تنتهي في الغالب بلا شيء. زملاؤنا في الصحافة الرياضية يعرفون ذلك من كثرة التبرعات المعلنة للاعبين في اعتزالهم أو عند انتصار الفريق ولم تتحقق، فمن الذي سيركض للبحث؟ وهل تسلّم أم لم يستلم!؟
لا ينحصر الكذب في البرامج، بل قد يحدث في فعاليات يرعاها مسؤولون في المجتمع، وأتذكر هنا وكيلاً لإحدى أنواع السيارات تبرع بسيارة لجمعية في معرض افتتحه رئيس الجمعية، وحينما جاء وقت المطالبة بتسليم التبرع اختفى!
بين ادعاء اجتماعات وسفرات، واضعاً سكرتارية ربطات العنق في الواجهة، لم تفلح كل المحاولات إذ انتهت «الفعالية» بالنسبة له. ولا يمكن لجهة أن تنشر خبراً يقول إن فلاناً لم يفِ بتبرعه، فنحن مجتمع مجامل، ونضع عشرات الـ «يمكن»، يمكن نسي، يمكن «ما قالوه له» إلخ مع بعض الابتسامات!
ومن صور الخداع أيضاً اتصالات تدعي حاجات إنسانية ملحة، وهي في الواقع بعد بحث وتقصٍّ ليست إلا مستكثرة، ولديّ نموذج وقفت عليه بث على الهواء وطالعه مئات الآلاف، ولا أريد ذكره، فالهدف أن يتأكد ويتحرى من يأتيه هذا النوع من الطلبات، خصوصاً وهو «متحمس» على الهواء مباشرة.
صعوبة العمل الإعلامي تأتي في البحث والتقصي، لا في تحويل المكالمات، وإذا اقترن بالإنساني أو الخيري يصبح أكثر حساسية.
وجدت أن هناك تشابهاً وإن اختلفت الأهداف، فالثري أو التاجر من ذاك النوع يريد وجاهة وسطوعاً إعلامياً بالمجان، والمستكثر أو المستكثرة اكتشفا مصدراً سهلاً للمال، هاتان الفئتان في الكذب والخداع لا تختلفان عن المسؤول الذي يسلّط الأضواء على إنجازات وهمية، لا تتعدى «بروشورات» ومجسمات أو أرقام لا يعرف دقتها، لتصبح بفعل «الضخ» الإعلامي و«الإعلاني» كأنها حقيقة واقعة. كلهم يكذبون ويذهبون بما أخذوا، ولا يبقى للوطن والمواطن من «الفعاليات» سوى فقاعات.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
موضوع جميل والرعيل الأول العصامي لم يترك لنا شي حيث اعطى الكاذبين اسماء طريفه ومنها ، هيلق ، سحاح، نماك، هلاس،
من يملك الجرأه في الزمن الراهن ان يقول للكذاب ذلك .
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تسويق .. يابو احمد تسويق .. فيه ناس يسوق لوزارته وفيه من يسوق
لناديه وفيه من يسوق لارحامه .. والكلام على اللي يصدق وكله عند العرب
صابون يتزحلقوا فيه وشكرا