«راحت عليّ نومة»!

أضحكني صديقي وهو يقارن بين التزام الموظف السعودي وغير السعودي، قال إن عذر «راحت عليّ نومة» خاص وحصري على السعوديين! فلا يتذكر موظفاً غير سعودي يتعذر به، في الأمر مبالغة ربما واسأل عن الاستراحات، إنما مربط الفرس في الالتزام، القطاع الحكومي معروف بعدم التزام الموظفين من موظفي الصادر والوارد إلى القضاة، و«الغايب عذره معه»، أو كما قال صديق الحرف سلطان مبارك العايد في تعليق على مقالة الأمس «أمر الله من سعة!» وهو أحد الأعذار التي يشهرها الموظف عندما تتأخر معاملة.
في العمل الحكومي تهتم أجهزة الرقابة بتوقيع الحضور بعيداً عن الإنتاجية ونوعها، وكأن الأمر دعوة أو «عزيمة»، من حضر ومن لم يحضر. لذلك لا تستغرب كثرة تناول الشاي والإفطار والسوالف. حتى في الإنتاجية هناك أمور، قد ينتج الموظف في مكتبه الحكومي أعمالاً غير متوقعة، هنا أتذكر موظفين كانوا يستغربون من مكوث رئيسهم في مكتبه إلى قبيل صلاة المغرب، عندما ينتهي الدوام، يخجلون من الخروج، وهو ماكث «لابد»، لاحقاً علموا عن إنجازات شركاته.
في تقديري الإنتاجية تجب ما قبلها، سواء كانت «نومة» أو «عمرة» كما هو العذر المفضل لدى بعض الإخوة العرب، شريطة عدم تعطل مراجع.
مسألة الالتزام في العمل لها جذور، الواقع أننا تربينا على الاستهلاك لا الإنتاج، انظر إلى ما يتفاخر به الكثير منا، إنه منزل، أو سيارة فخمة، وربما سفريات، أما الإنتاج فهو مسألة أخرى، الاستهلاك بوابة الكسل، رأيت موهوبين قتل الكسل طموحهم، في حين أن أرباع موهوبين نجحوا بسبب الإصرار. نحن بحاجة لتعلية قيمة «الإنتاج الحقيقي المفيد للمجتمع»، لاحظ أنني اضطررت إلى توضيح الإنتاج المطلوب بالتفصيل، ليس كل إنتاج إنتاجاً، كم هم الذين مروا بنا في صدارة المسؤولية، ولم ينتجوا شيئاً إلا لأنفسهم وعلى حسابنا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على «راحت عليّ نومة»!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نسمع عن بعض المنشاءات الكبيرة يابو احمد ماعندهم توقيع لا حضور والا انصراف
    وتقييمهم لموظفيهم حسب الانتاجية وحتى الراتب .. والله اعلم .. فلسفة التوقيع وثقافة
    الدوام اولا متى تنتهي وشكرا

التعليقات مغلقة.