أيام العرب

ولهم أيام في هذا الزمن، يوم في السنة خصص لأمر ما، يهتمون بذلك اليوم اهتماماً أكبر عن غيره من الأيام، فيتحدث عنه الكبير والصغير ويحثه عليه الجميع الجميع، يجري فيه استعراض القرارات واللجان والمراكز والمنتديات، ثم يأتي يوم آخر ينشغلون به عن يومهم السابق، وهم أخذوا عادة التذكير هذه من الغرب، جحر من جحور الضب، الغرب يخرج من الجحر إلى الفضاء الواسع وهم ينامون فيه، ومن أيامهم يوم للصحة، ويوم للمرور، ويوم للمعلم، وآخر للطالب، ويوم للقضاء على سوسة النخيل وسوسة الأسنان وحقوق الإنسان، وتجد أن كل القضايا والأمور التي لها أيام في السنة لم تتغير أو تتطور، بل ظلت على طمام المرحوم، والسبب جريان عادة التفاخر فيها وبها أكثر من العمل عليها.
استقر التفاخر من أيام العرب القديمة وانتقل للأيام الجديدة، وآخر يوم مرّ عليهم هذا الأسبوع يوم اللغة العربية «الدولي»، ولو جمعت الأوامر والقرارات ومراكز وجمعيات لدعم هذه اللغة لاستطعت تشييد مدينة صغيرة من الورق! ليس للمستقبل فيها مستقر، وسبب عدم العمل، أن كل أحد يعتقد أن أحداً ما يعمل، أو أن أحداً آخر «مجهول الهوية» هو من يجب عليه العمل.
مشكلة اللغة العربية الأساسية أنها غير محترمة في عقر دارها، أول من لا يحترمها هم مسؤولون رسميون، من المضحك المبكي أن المسؤول يحضر مناسبة 99 في المئة من الحضور فيها عرب وواحد أجنبي «خواجة»، فيتحدث بلغة الأخير أو لغة مجاورة للغته! هذا من إكرام الضيف عندهم ولئلا يشعر بالغربة. لن يتم تمكين اللغة العربية فضلاً عن المحافظة عليها إلا إذا كانت لغة الدولة والحكومة ومسؤوليها أولاً، في الظاهر والباطن! والداخل والخارج، وبعدها يمكن الحديث عن أيام لها لا عن يوم وحيد يتيم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على أيام العرب

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    عدم افتخارنا بعاداتنا وتقاليدنا والإرث الاسلامي العظيم الذي فرطنا فيه يجعل اللغة العربية في وضع تحسد عليه، تصور لو حصل برنامج على مستوى الوطن في الجامعات السعودية لتدريس اللغة العربية لاخواننا المسلمين الذي لايجيدونها ستتحول بعثات الدول الاسلامية للمملكة العربية السعودية..
    ان الرحالة الغربيون ومنهم فايس ليبولد الذي اشهر اسلامه وتسمى بمحمد أسد وألف كتابه القيم الطريق الى مكة ويبين فيه حبه للعرب واكباره لاخلاقهم واعجابه بالاسلام. ماذا يرى الغربيون في الوقت الراهن فينا؟

  2. يا ابا أحمد
    اذا اردت ان تضيع موضوعا فـ شكّل له “لجنة ”
    واذا اردت ان تنسى أمرا ،، فأجعل له يوما في السنة لينساه الناس بقية الـ 364 يوما :)
    لك التحية

  3. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    لكل شئ أذا ما تم نقصان… فلا يغر بطيب العيش أنسان
    هي الامور كما شاهدتها دول…… من سره زمن ساءته أزمان
    وهذه الدار لا تبقى على أحد…… ولا يدوم على حال شان
    ….
    دار الزمان على دارا وقاتله…وأم كسرى فما أواه أيوان
    كأنما الصعب لم يسهل له سبب… يوما ولا ملك الدنيا سليمان
    فجائع الدهر أنواع منوعة….وللزمان مسرات وأحزان
    …….

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    تدري يابو احمد ليش المجتمع يحبك .. ككاتب وصاحب قلم ..عشان شئ
    واحد وهو انك وانت تكتب اشبه بالشاعر .. تمر على مناطق حساسة
    بدون مايثبت عليك انك مريت .. وانتم ابو المفهومية وشكرا

التعليقات مغلقة.