«الإخوان» والجيران بين رسائل وحوار

هل هناك موقف خليجي من «الإخوان المسلمين؟»، أجاب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بقوله «إن لا موقف من دول الخليج تجاه أي قيادة يرتضيها الشعب في أي دولة عربية»، مؤكداً «أنه شأن داخلي». كانت الإجابة عن سؤال للزميل جميل الذيابي، في حوار نشرته «الحياة». وفي الجواب رسالة مهمة حتى وإن بدت ديبلوماسية، فالأمين لم يذكر اسم الإخوان بل عمَّم، ومع هذا فهو لا يقلل من أهمية الرسالة في جو مشحون يلف المنطقة.
أهمية مثل هذه الرسائل تأتي من فراغ نشأ بسبب عدم إعلان «مواقف»، غياب أحدث فراغاً حشاه الإعلام واستثمره الكثير، فئات مختلفة، وفيهم تجار شنط سياسة يحضرون عادة في هذه «المناسبات» من دون دعوة. عدم تكرار تأكيد وإعلان الموقف دفع بصورة ضبابية للواجهة عن الموقف تجاه «الإخوان المسلمين».
في العلم أن العلاقات التاريخية شائكة بين «تنظيم» الإخوان ودول الخليج، تفجّرت من استغلال «الحضن» الخليجي فترة القمع والملاحقة التي تعرّض لها الإخوان، ما أدى إلى آثار سلبية في بعض دول الخليج، وساهم في إنتاج تنظيمات متطرفة، التوجس الخليجي مبرر وله أساس، ويزيد منه تصاعد دعوات أقطاب في تنظيم الإخوان إلى دولة «الخلافة»، وبروزها أكثر مع وصول الإخوان للسلطة في دول عربية، مع استهداف إعلامي واضح لدول الخليج في تصريحات علنية، ودعوة مثل تلك مع محاور إقليمية جديدة، لا شك ستكون على حساب دول قائمة، استهدافها لا تخطئه العين.
حُسن النوايا لا وجود له في السياسة، لكن فيها مساحة من المرونة لتفاهمات، خصوصاً وفي واقع العلاقة الشائكة مجال فسيح لقوى أخرى تنتهز الفرصة، لنستعيد موقفاً اتخذ من «حماس» بترغيب وحض غربي تم لاحقاً استثماره من إيران لتصبح لاعباً أكثر توغلاً في المنطقة العربية.
في الجانب الآخر كشفت الأشهر القليلة لتولي حزب الإخوان السلطة في مصر عن ضعف التجربة مع ارتباك. أدى الحرص على السلطة إلى أخطاء كارثية مؤكد أنها ستستخدم ضد الإسلام نفسه مستقبلاً، ولم لا وبعض «الطيبين» لا يرون «الربيع العربي» إلا ربيعاً إسلامياً!؟
من المبكر الحكم على تجربة سلطة الإخوان في مصر، مع زخم الـ «نعم» للدستور في مصر، إنما مؤشرات الخطوات الأولى لا تشير إلى نجاح سياسي، فكيف بالتخفيف من قضايا ثقيلة تعاني منها مصر والمصريون؟ لكن المؤكد حاجة واضحة لحوار صريح وشفاف بين دول الخليج والإخوان تنظيماً وأحزاباً سياسية، يطرح على الطاولة كل الهواجس، ويبني أسساً لعلاقة تحقق المصالح المشتركة وتسد فجوات تستغل من قوى إقليمية ودولية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «الإخوان» والجيران بين رسائل وحوار

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    وهو صادق الله يحفظك يابو احمد .. دول الخليج يشوفوا نفسهم وشغلهم
    وينتبهوا للجبهة الداخلية لكل دولة فيهم .. ومالنا شغل ان شاء الله يجوا
    الاخوان والا الاخوات والعمات .. المهم بيتنا المهم وبس .. وانت سيد
    العارفين الله يبارك فيك .

  2. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    اعتقد انه لا خوف من اخوان الحضارة لان الصحاري محصنة باخوان الوبر . اخوان من طاع الله ولكن اهل البنادر الله يعينهم عليهم .

التعليقات مغلقة.