تبقى قصص جرائم العاملات المنزليات بنهايات مفتوحة، مثل فيلم بوليسي لم يستطع مؤلفه العثور على نهاية تعجبه، فأحال النهاية إلى خيال المشاهدين، في هذه الجرائم لا تعلم التفاصيل المهمة، كأننا بحاجة لاستقدام المحقق الشهير كولمبو، ليخبرنا في نهاية الحلقة عن المهم، أكثر ما يتم التركيز عليه هو كيف حدثت الجريمة؟ وفي آخر واحدة منها وصف تفصيلي شبيه بإعادة تمثيل الجريمة في ساحتها، الرواية معززة بحضور عضوات من جمعية حقوق الإنسان بحسب صحيفة «الوطن»، ذكرت واحدة منهن، عن تشكيل لجنة لإجراء دراسة! «توكم تفكرون؟».
أما هيئة حقوق الإنسان، فاهتمت بإعلانات عن كيف تعامل العاملة المنزلية؟ ولم تهتم بماذا فعلت عاملات منزليات؟ ولماذا فعلن ما فعلن؟ وكأن عملها معني بتحسين الصورة أكثر من إصلاحها.
في الجانب الآخر، تختفي القضية. الجريمة مهما بلغت شناعتها، آخر خبر تقرأه عنها هو إحالتها لهيئة التحقيق والادعاء «قضايا الاعتداء على النفس»، كتبت مرات عن غياب الهيئة عن الحضور الإعلامي، وفي آخر مرة وصلني رد من مدير التطوير الأستاذ عبدالعزيز الخيال، يذكّرني بالتالي «أحيط سعادتكم بأن المادة الـ67 من نظام الإجراءات الجزائية نصت على أن: تُعد إجراءات التحقيق ذاتها والنتائج التي تُسفر عنها من الأسرار التي يجب على المحققين ومساعديهم – من كتّاب وخبراء وغيرهم ممن يتصلون بالتحقيق أو يحضرونه بسبب وظيفتهم أو مهنتهم – عدم إفشائها، ومن يخالف منهم، تعينت مساءلته»… انتهى.
طيب، هذا يمكن تفهمه، حتى لا يتأثر التحقيق بالنشر، لكن ماذا عن قضايا تم الانتهاء من التحقيق فيها؟ لماذا لا تعلن الهيئة إحالتها للقضاء في بـــيان رســمي؟ سألت نفسي أيضاً من هي الجهة التي تراقب عمل الهيئة؟ لم أعثر على جواب، ربما لتدني ثقافتي القانونية، يبقى السؤال المهم، هل هناك مصلحة في أن يبقى المجتمع «مجهلاً» بما يحدث من جرائم تطاوله وتؤثر فيه؟ ولماذا حدثت؟ وحتى لا تتكرر لم يستمر أسيراً للتعتيم ونهباً للإشاعات؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
بالمختصر هيئه التحقيق حالها حال اي وزاره اخرى لاتعلن عن اعمالها او نتائج اعمالها. واكبر تحصيل للمجتمع اختيار العاملات المنزليات من ثقافة متفتحه وبعيده عن العنصريه الدينيه.
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
السؤال يايو احمد .. هذه الجرائم معدلاتها مرتفعة ليش عندنا بس !!
السؤال الثاني وهو المهم .. لماذا وصلت الامور الى انه مواطن
يستضيف مجموعه من الشغالات الهاربات في منزله ويقوم بتسويقهم
بمعدل ثلاثة الاف ريال للشغالة الواحدة شهريا .. لماذا وصلت الامور
الى هذا الحد والسلام عليكم .
إعلان العقوبه في وسائل الاعلام قد تكون رادعة لغيره او غيرها .. فمن امن العقوبة أساء الأدب .. اما الخشخشة واللفلفة فلن يكون لها فائدة تذكر عدا المزيد من الجرائم .. ولن تحسن صورتنا .. حمانا الله وإياكم من كل شر ،،،