لماذا لا حياة لمن ننادي!؟

أصبحت أسمع وأقرأ هذه المقولة، لا حياة لمن تنادي، كل يوم تقريباً، آخرها تعليق للأخ الكريم محمد الحكمي في منتدى الكتاب على مقال يوم الأحد عن فقرنا المدقع في البحوث والابتكار والمعرفة في أهم أمور حياتنا مثل الماء والشمس والتكييف.
وكلما تطرح شأناً يوافق عليه من حولك يقال لك لا حياة لمن تنادي، والناس، معذورون في بحثهم عن نتائج وصدى واضح حقيقي ملموس لما يعانون، ولما يعتقدون أنه الأفضل والأنسب للجميع، على المستوى الفردي أيضاً لا حياة لمن تنادي، يظهر والله أعلم أن لا أحد يريد أن يسمع فضلاً على أن يستمع منصتاً، وحتى ذاك الذي قد ينصت إليك هو في الحقيقة ينتظر أن تسنح له الفرصة، ليقول ما احتشد في رأسه وغصت به حنجرته، وهو يقول بعد أن مسح من ذهنه كل ما قلت حتى ولو كان يوافقك الرأي فيه، بل قد يعيده بصياغة أخرى إليك، وقد يبدأ رده عليك وهو رد الموافق بـ .. لا الشهيرة التي صارت استهلالاً للحديث والمقاطعة في آن معاً!!، وكأنها آلة مسح لما سكن في الجو من آراء، وشعور الناس بأن لا حياة لمن ينادونه شعور باعث على الإحباط واليقين باللاجدوى، من الحديث في شأن ما، وبالتالي لا جدوى من العمل في اصلاحه أو التنبيه بما يعتريه من قصور، والإحباط يأتي لأن ما ينادون به ويطلبون تحقيقه هو في خانة الممكن والمتيسر غير الصعب الوصول إليه، وكل يوم تزخر أعمدة الكتاب والكاتبات ومشاركات القراء بالمئات من الأفكار الجيدة والممكنة التطبيق لكنها تتبخر، لأن تغيير بعض الأطر التي سجن أناس أنفسهم فيها ليس من السهولة بمكان، كما أن بعض الجهات لا ترغب الانصات لأي نداء رغماً عن أنها كل يوم تشير أنها حية ترزق ويمكن لا سمح الله أن تلدغ!، وقد يكون من نناديه بعيداً إلى درجة لا يصل الصوت إليه أو أنه يصله بعد أن يتلون ويتلوث فاقداً جوهره.
لا أعرف وأبحث معكم عن السبب في أن لا حياة لمن تنادي، ما أعلمه أنني سأظل أنادي ما استطعت فلا بد أن هناك أذناً فائقة الحساسية لا تشكو من التهابات ستستمع وتنصت وتعمل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.