ماذا يفعل القهر؟

استخدم رجل معاق صدام سيارته لتحطيم أساسات بناء محلات تجارية مقامة على أراضٍ مؤجرة من البلدية، وفي الخبر الذي نشرته “الرياض” قبل أيام أن المعاق موظف سابق في البلدية تقاعد عن العمل وقدم طلباً لاستئجار الأرض لغرض استثمارها، ويقول أن لجنة أوصت بقبول طلبه ثم فوجئ بأعمال بناء على الأرض فما كان منه إلا قدم اعتراضاً وأحيلت القضية إلى المحكمة لكن البناء كان مستمراً فيما يبدو ما دفع الرجل إلى استخدام صدامي سيارته الأمامي والخلفي لتحطيم أساس البناء، ولابد أن الرجل مقهور وليس بيده حيلة وأعياه انتظار جهة ما تقوم بما يجب أن تقوم به خاصة وأن القضية محل نزاع، ولابد أنه ضحى بسيارته حتى لا يوضع أمام أمر واقع.
اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال ومن القهر كله، ولا نعرف دور البلدية في الأمر فهل منحت حق التأجير لأكثر من شخص أم كان هناك أفضلية!؟، وملف البلديات ملف ضخم ولابد أنه تضخم أكثر بعد الاستثمار، إلا أننا نلاحظ أنه لا ينشر في الصحف عن قضاياها إلا النزر اليسير!؟، وما ينشر في المواسم هو طائفة من توقيع العقود حول الصيانة وتلزيم تزفيت الشوارع والمسالخ فقط لا غير، وهذا اللوم لا يوجه لبلديات الوزارة، فهي بالتأكيد لا تريد نشر مثل هذه القضايا بل أنها ستحاول عدم نشرها إن استطاعت، ولكن اللوم يقع على الصحافة، ومنذ قرأت الخبر وصورة تخيلية للرجل وهو يصدم بسيارته الخاصة بالمعاقين وهي مكلفة لا تفارق ذهني، ثم تذكرت أن كثيراً من أصحاب الحقوق يحصلون على قرارات صريحة وواضحة ومع ذلك لا يجدون من ينفذها، وقد يتخلون عن حقوقهم بسبب الإجراءات وطولها أو أن تكلفتها مع ذاك الطول تتجاوز قيمة حقوقهم، فما هي فائدة القرارات والأحكام إذا لم تنفذ، وأعود إلى الرجل المعاق فقد تكون تكاليف إصلاح سيارته أكبر مما يتوقع أن يجنيه من استثمار هذه الأرض.. فهي كما قال الخبر الذي جاء من الأسياح أنها في مدينة التنومة، لكن القهر قد يدفع بالرجال إلى التضحية بأثمن من صدامات سياراتهم، اللهم لا تجعلنا من القاهرين ولا المقهورين.. آمين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.